للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعرف لابن بجدان هذا حال وإنما روى عنه أبو قلابة، واختلف عنه خالد

الحذاء يقول عن عمرو بن بجدان، ولا يختلف عن خالد في ذلك، فأما

أيوب؛ فإنّه رواه عن أبي قلابة فاختلف عليه، فمنهم من يقول فيه: عن أبي

قلابة عن رجل من بني عامر. ومنهم من يقول: عن رجل فقط. ومنهم من

يقول: عن رجاء بن عامر. ومنهم من يقول:/عن عمرو بن بجدان كقول

خالد. ومنهم من يقول: عن أبي المهلب. ومنهم من لا يجعل عنهما أحدا

فيجعله عن أبي قلابة عن أبي ذر. ومنهم من يقول: عن أبي قلابة أنّ رجلا

من بنى قشير قال: يا نبي الله، وهو حديث ضعيف لا شك فيه؛ لأنّه لابد فيه

عن عمرو بن مجدان، ولهذا المعنى إسناد صحيح من رواية أبي هريرة قال عليه

الصلاة والسلام: " الصعيد وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين ". رواه

البزار (١) عن مقدم بن محمد ثنا عمى القاسم بن يحيى بن عطاء بن مقدم ثنا

هشام بن حسان عن ابن سيرين عنه. انتهى كلامه. وفيه نظر من وجوه:

الأول: تقريره قول أبي محمد عن الترمذي حسن، والذي رأيته في عدّة من

نسخه حسن صحيح كما قدمته أولا، وكذا ذكره ابن عساكر في الأطراف

والشيخان ضياء الديّن المقدسي في أحكامه والمنذري في مختصره. الثاني:

عصبة الجهالة برأس بن بجدان وهو فيه أمر عجيب؛ وذلك أنّه كثير النظر في

كتاب العجلي وهو قد قال في تاريخه: بصري تابعي ثقة، وكذلك ذكره أبو

حاتم البستي، وأمّا قول الإمام أحمد فيه وسأله عنه ابنه عبد الله: عمرو

معروف؟ قال: لا، فليس تضعيفا له. الثالث: ما ذكره من الاختلاف في اسمه

ونسبه كلّه يرجع إلى شيء واحد، والله أعلم وفيه أيضا خلاف لم يذكره وهو

عمرو بن محجن- أو محجل- وقيل: عن محجن أو أبي محجز فيما ذكره

الخطيب في كتاب الفصل والوصل. وأما ما قال عن أبي المهلب فحذائه لو


(١) صحيح. أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (١/٢٦١) وعزاه إلى البزار وقال: لا نعلمه
يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، قلت: ورجاله رجال الصحيح. وأبو داود (٣٣٣)
والبيهقي (١/٧، ٨، ٢٢٠، ٧/٨٤، ٢١٢) والبغوي (١/٥٤٠) والقرطبي (٥/١٣٣)
والدارقطني (١/١٨٦) والمنثور (٢/١٦٨) والفتح (١/٢٣٥) وابن كثير (٢/٢٧٤، ٢٨٠)
والتاريخ الكبير (٦/٣١٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>