للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكتبون، فتارة ينشط الراوي بنسب شيخه، وتارة يقتصر على بعض نسبه، أو

يكون كثير الرواية عنه فيبدثه أو غير ذلك من الأغراض، ومثل ذلك لا يعد

اضطرابَا ولئن عددناه اضطرابَا؛ فبالنسبة إلى من أدَّى وأرَّخ لا إليه، والله أعلم،

وأمّا ما ذكره عبد الحق الأشبيلي من أنّ هذا الحديث أرسله الأشعث عن

الحسن ولم يسمعه منه ما ذكره العقيلي عن القطان قال: قيل للأشعث:

أسمعته من الحسن؟ قال: لا نوهم منه على العقيلي لم يقله، والذي فيه رواه

ابن المديني عن يحيى القطان عن الحسن بن ذكوان عن الحسن: قيل لابن

ذكوان: أسمعته من الحسن؟ قال: لا، قال العقيلي: لعله سمعه من الأشعث

عنه. وابن ذكوان لا مدخل له فيما نحن بصدده وأمّا ما ذكره أبو القاسم في

الأوسط من أنّه لم يروه عن الأشعث إلَّا معمر؛ فحبذا معمر وما رواه، وهذا

هو الذي سيّره عند الترمذي غريبَا، والله أعلم، وقد روى عن جماعة من

الصحابة نحوه، منهم عمران بن حصين وعائشة وابن مسعود وأبو بكرة ورجل

له صحبة وحديثه عند أبي داود إسناده صحيح، وإن كان قد جعله بعضهم ما

لا يقدح فيه، والله أعلم، وعبد الله بن سرجس، وحديثه عندنا عن النسوي

وابن عمر وحديثه في تاريخ الموصل وسيأتي في حديث ابن يزيد الجهني:

"نهى النبي أن يبال في الماء المجتمع المستنقع" (١) ذكره أبو موسى من حديث

بشر بن عمارة عن الأحوص بن حكيم عن الحرث بن زياد عنه، المستحم

المغتسل مشتق من الحميم وهو الماء المسخن لملازمة المغتسل له غالبَا، وحكى

الأزهري عن ابن الأعرابي إطلاق الحميم على البارد، فهو من الأضداد، وفي

الصحاح: الغسول الماء الذي يغتسل به وكذلك قال الله تعالى: {هذا

مغتسل بارد وشراب} (٢) والمغتسل: المكان الذي يغتسل فيه، وهو المراد هنا

وعامة يعبر بها عن الجميع، وتستعمل في الأكثر توسعَا، والوسواس بالفتح،


(١) بنحوه. رواه أحمد في فالمسند" (٢/٢٨٨، ٤٩٢، ٥٣٢، ٣٥٠الخطيب (٤/٢٥٢،
٢٧٨، ٩/١٩٣، ١٤/٢٧٨) والعقيلي (١/٢٤٢) ترجمة الحسن بن محمدالبلخي، قال
العقيلي: منكر الحديث، يروى الموضوعات والأحاديث المقلوبة عن الثقات، وكل أحاديثه
مناكير، الميزان (١/٥١٩) ، والمجروحين (١/٢٣٨) . ولفظه:"نهى النبي- عليه السلام- أن
يبال في الماء الراكد"قلت: والحديث على هذا النحو ضعيف جدا.
(٢) صورة ص: آية: ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>