للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصحيح حديث الحسن بن الربيع نا أبو الأحوص عن الأعمى عن المسيب

عن زيد بن وهب عنه والله تعالى أعلم. غريبه قوله: دحضت الشمس يعني

تدحض وحضا ووحوضا: زالت عن وسط السماء، قاله ابن سيدة وأبو نصر

وابن القوصية (١) وتلميذه ابن طريف وابن فارس في مجمله، وابن قتيبة في

غريبه، وأبو عبيد بن سلام، والسرقسطي، والفارابي، وابن دريد، وصاحب

مجمع الرغائب، والخطابي، وأبو هلال في تلخيصه، والسكري في كتاب

النقائض، والطراز زاد يعني: حين نزول، وجعلها تدحض؛ لأنها لا تزال ترتفع

من لدن تطلع إلى أن تصير في كبد السماء ثم سخط عن الكبد للزوال،

فكأنها تزلق فلا تزال في انحطاط حتى تغرب وأبو عبيد هروي وزاد فكأنها

زلفت، ومنه قول معاوية لعبد الله بن عمرو وقاله: سمعت النبي يقول:

" يقتل عمّار الفئة الباغية " (٢) . لا تزال ما بينا بهتة تدحض بها، ويروى البصار

أي تقحص برحلك فيه ولم يبيّن حقيقة ذلك أنه مجاز سوى الزمخشري، فإنه

زعم أن ذلك من المجاز لا من الحقيقة. قوله في الرمضاء فالرمض شدّة وقع

الشّمس على/الرّمل وغيره فالأرض رمضاء، وقال القزاز: وهو حر الحجارة عن

شدّة حرّ الشمس، ورمض يومنا يرمض رمضا: إذا اشتد حرّنا، وأرض رمضة

الحجارة أي: شديدة حر الحجارة: قال غيلان: معرور بأرمض الرمضاء يركنه،

وفي كتاب الهروي: والرمضاء شدّة الحر، وفي الحقيقة من كتاب الأسامي:

الرمضاء هي الحجارة التي اشتدّ عليها وقع الشمس فحميت وقد رمضت

رمضاء، وأرض رمضة فيما حكاه الزاهد عن إسناده الرمضاء: الرمل إذا

استحرت عليه الشمس، سمى شهر رمضان لموافقته حين سمى ذلك

الزمان، وأمّا الهجير فذكر القزاز: أنّ الهجر والهجرة الهاجرة نصف النهار،

واهجر القوم: إذا دخلوا في الهاجرة، قال الشاعر:

في الهجر راح القطن يهجر … بعدما ابتكر فما تواصله سلمى


(١) قوله: " القوطية " وردت " بالأصل " " القوصية " وهو تحريف، والصحيح ما أثبتناه.
(٢) رواه ابن أبي شيبة (١٥/٢٩٣) ، وابن سعد (١/٣/١٨٠) ، والفتح (١٣ / ٤٢) ، والعلل
(٢٧٨٩) ، والبداية (٦/٢٤٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>