للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنان فذكر حديث المغيرة، وذكرته للحسن بن شاذان الواسطي فحدّثنا به،

وثنا أيضا عن إسحاق عن شريك عن عمارة القعقاع عن أبي زرعة عن أبي

هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام بمثله فقال: يحيى ليس له أصل أنا نظرت

في كتاب إسحاق فليس فيه هذا، قلت لأبي: فما قولك في حديث عمارة

عن أبي زرعة الذي أنكره يحيى؟ قال: هو عندي صحيح، وثنا أحمد بن

حنبل بالحديثين جميعا عن إسحاق الأزرق قلت لأبي: فما قال يحيى ينكر في

كتاب/إسحاق فلم يجده؟ قال: كيف نظر في كتبه كلّها إنما نظر في بعض

ورّبما كان في موضع آخر، حدثنا عبد الرحمن بن عمر ثنا عبد الوهاب

الثقفي عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أبردوا

بالظهر ". هذا حديث خرجه البخاري (١) في صحيحه، وفي الباب حديث

عائشة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " أبردوا بالظهر في الحر ". ذكره أبو بكر بن

خزيمة (٢) عن القاسم بن محمد بن عبّاد بن عباد المهلبي ثنا عبد الله- يعني:

ابن داود الحربي- عن هشام بن عروة عن أبيه عنها، وفي كتاب الكجي ثنا

مسدد ثنا أبو داود ثنا هشام عن أبيه قال: أظُنّه عن عائشة فذكره وحديث

أبي ذر قال: كنّا مع النبي عليه الصلاة والسلام في سفر فأراد المؤذن أن يؤذّن

الظهر فقال عليه الصلاة والسلام: " أبرد ". ثم أراد أن يؤذّن فقال له: " أبرد

حتى رأينا فىء التلول " (٣) . وفي رواية: حتى تساوى الفىء التلول، فقال عليه

السلام: " إن شدّة الحرّ من فيح جهنم، فإذا اشتدّ الحرّ فأبردوا بالصلاة ".

خرّجاه في الصحيح (٤) ، قال البيهقي: كذا قاله جماعة فأراد أن يؤذن، ورواه


(١) انظر: الحاشية رقم " ٢ " السابقة.
(٢) صحيح. رواه ابن خزيمة: (٣٣١) .
(٣) صحيح. رواه مسلم في: (المساجد، ح/١٨٤) . غريبه: قوله: " فيء التلول " التلول:
جمع تل، وهو ما اجتمع على الأرض من رمل أو تراب أو نحوهما، كالروابي والفيء لا
يكون ألا بعد الزوال. وأما الظل فيطلق على ما قبل الزوال وبعده. هذا قول أهل اللغة.
ومعنى قوله: رأينا فيء التلول، أنه أخر تأخيرا كثيرا حتى صار للتلول فيء. والتلول منبطحة
غير منتصبة. ولا يصير لها فيء، في العبادة، إلا بعد زوال الشمس بكثير.
(٤) صحيح. متفق عليه. رواه البخاري (١/ ١٤٢، ١٦٢، ٤/١٤٦) ومسلم في (المساجد، ح/
١٨٠، ١٨١، ١٨٣، ١٨٤، ١٨٦) والنسائي (١/٢٤٩) والترمذي (ح/ ١٥٨) وصححه=

<<  <  ج: ص:  >  >>