للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شهركم هذا، في بلدكم هذا» ثمّ قال: «ألا هل بلّغت» قالوا:

نعم. قال: «اللهمّ اشهد» «١» .

ثمّ قفل النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى (المدينة) فدخلها في أواخر ذي الحجّة، فلبث بها المحرّم وصفر.

ثمّ أمر النّاس في أوّل ربيع بالجهاد إلى (الشّام) ، وأمّر عليهم أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهم، فأخذوا في جهازهم؟

فمرض النّبيّ صلى الله عليه وسلم وثقل مرضه، فأقاموا ينتظرون أمره، فتوفّي صلى الله عليه وسلم لتمام عشر سنين من هجرته، في السّنة الحادية عشرة، ضحى يوم الاثنين، ثاني عشر من ربيع الأوّل، في الوقت واليوم والشّهر الّذي دخل فيه (المدينة) «٢» ، ودفن يوم الثّلاثاء بعد العصر/ صلّى الله وسلّم عليه، وزاده فضلا وشرفا لديه.

فهذا جملة ما اشتمل عليه كتابنا هذا ملخّصا من سيرته صلى الله عليه وسلم، من مولده إلى وفاته، وسيأتي ذلك مفصّلا في موضعه إن شاء الله تعالى، مع ذكر ما سبق ذكره ممّا اشتمل عليه الكتاب أيضا، كالخطبة البليغة السّابقة، وخطبة الجهاد اللّاحقة، والأحاديث الواردة في فضل الجهاد، وشرف (مكّة والمدينة) بلدي مولده ووفاته صلى الله عليه وسلم، وشرف نسبه، وماثر آبائه وحسبه، ومن بشّر به قبل ظهوره، إلى ما اشتمل عليه من قواعد الدّين الكلّيّة، كنسخ دينه صلى الله عليه وسلم لكلّ دين، وتفضيله على جميع النّبيّين والمرسلين، وجملة من معجزاته الباهرة، وفضائل الصّحابة رضي الله عنهم، ثمّ ذكر ما اشتمل عليه الكتاب أيضا من عباداته صلى الله عليه وسلم لربّه، وشكره له بلسانه


(١) أخرجه البخاريّ، برقم (١٦٥٤) . عن أبي بكرة رضي الله عنه.
(٢) انظر تعليقنا على ذلك، ص ٣٩٠.

<<  <   >  >>