للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقلبه، صلّى الله عليه وسلم، وشرّف وكرّم ومجّد وعظّم.

ولي من قصيدة مسمّطة «١» هذه الأبيات، [من الوافر] :

ألا يا أيّها الحادي إذا ما ... أتيت قباب طيبة والخياما «٢»

فخيّم واقر ساكنها السّلاما ... وقبّل من منازله العتابا «٣»

هناك فهنّ نفسك بالوصول ... وقل يا نفس مأمولي وسولي

رسول الله يا لك من رسول ... قفي وردي مناهله العذابا «٤»

ومرّغ حول ذاك القبر خدّا ... وقدّ مرائر الأشواق قدّا «٥»

ونح ممّا اقترفت أسى ووجدا ... لما اجترحت جوار حك اكتسابا «٦»


(١) المسمّطّ من الشّعر: أبيات مشطورة تجمعها قافية واحدة. وأشهر أنواعه: المربّع؛ وهو أن يبتدئ الشّاعر قصيدته ببيت مصرّع، ثمّ يأتي بثلاثة أقسام على رويّ واحد، ثمّ يعيد قسما واحدا من مثل ما ابتد. به مقفّى.
(٢) الحادي: الّذي يسوق الإبل بالحداء. طيبة: اسم لمدينة الرّسول صلى الله عليه وسلم، يقال لها: طيبة وطابة؛ من الطّيب. وهي الرّائحة الحسنة لحسن رائحة تربتها فيما قيل. والطّاب والطّيب لغتان. وقيل: من الشّيء الطّيّب، وهو الطّاهر الخالص بخلوصها من الشّرك وتطهيرها منه. وقيل: لطيبها لساكنيها ولأمنهم ودعتهم فيها. وقيل: من طيب العيش بها، من طاب الشّيء؛ إذا وافق [معجم البلدان ٤/ ٥٣ (أنصاريّ) ] .
(٣) العتبة: خشبة الباب الّتي يوطأ عليها، وكلّ مرقاة.
(٤) المناهل: مفردها: منهل، وهو الموضع الّذي فيه المشرب. والورد: الإشراف على الماء وغيره. وأيضا: الماء الّذي يؤتى إليه.
(٥) مرّغ: قلّب ونزّه خدّك كي يكون لوجهك بريق وضياء. المرّة: مؤنث المرّ، ضد الحلوة. (ج) مرائر، على غير قياس.
(٦) اجترحت: اكتسبت.

<<  <   >  >>