للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد عمرت على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فتلقاها بخير واكرمها وأسلمت فقال لها مرحبا بابنة نبي ضيعه أهله وسمعته صلى الله تعالى عليه وسلم يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فقالت كان أبي بقولها (المذكور أنه نبيّ أهل الرّسّ) بتشديد السين المهملة أي البئر غير المطوية قيل كذبوه ورسوه أي دسوه فيها حتى مات وقيل نبيهم حنظلة بن صفوان وكانوا مبتلين بالعنقاء أعظم طير كأنها سيمت عنقاء لطول عنقها وكانت تسكن جبلا لهم وتخطف صبيانهم إذا أعوذها الصيد فدعا عليها حنظلة فأخذتها صاعقة فقتلوه فأهلكوا والمشهور عند الجمهور أن أصحاب الرس المذكور في القرآن قوم كانوا يعبدون الأصنام فبعث الله إليهم شعيبا فكذبوه فبينما هم حول الرس فانهارت فخسف بهم وبديارهم وأما قوم تبع فقال قتادة هو تبع الحميري كان سار بالجيوش حتى حير الحيرة وبنى سمرقند وكان من ملوك اليمن سمي تبعا لكثرة اتباعه وكان هذا يعبد النار فأسلم ودعا قومه إلى الإسلام فكذبوه وله قصة طويلة ذكرها البغوي في المعالم وهو أول من كسا البيت وقد آمن بمحمد عليه الصلاة والسلام قبل أن يبعث بسبعمائة عام وقد ثبت حديث في مسند أحمد عن سهل بن سعد مرفوعا لا تسبوا تبعا فإنه قد كان اسلم وحديث آخر برواية ابن أبي شيبة عن أبي هريرة مرفوعا ما أدري تبع كان نبيا أو غير نبي وفيما ورد من الأحاديث الواردة عنه صلى الله تعالى عليه وسلم في حق بعضهم ما أدري أهو نبي أو غير نبي دليل جليل على صحة الإيمان الإجمالي وإيماء إلى تحقيق ما أورد من أن لا أدري نصف العلم ومتمسك للمجتهدين في توفقهم في بعض مسائل الدين (وزرادشت) بزاء مفتوحة وتضم فراء فألف ودال مهملة مضمومة وقيل معجمة مفتوحة فشين معجمة ساكنة ففوقية ممنوع وهو صاحب كتاب المجوس (الّذي تدّعي المجوس والمؤرّخون نبوّته) وينسبون إليه أصولهم الفاسدة وقواعدهم الكاسدة وقيل إنه كان نبيا وأن اتباعه غيروا شريعته كاليهود والنصارى غيروا شرائعهم وأبدعوا بدائعهم (فليس الحكم في سابّهم والكافر بهم) لكون الخلاف في نبوتهم (كالحكم فيمن قدّمناه) ممن اتفق على نبوتهم أو رسالتهم (إذ لم تثبت لهم تلك الحرمة) قطعا بل ظنا (ولكن يزجر من تنقّصهم) وآذاهم بلسانه (ويؤدّب بقدر حال المقول فيه) وفي نسخة فيهم أي ضعفا وقوة من الأدلة (لا سيّما من عرفت صدّيقيّته) أي ولايته (وفضله) أي صالحه (منهم وإن لم تثبت نبوّته) بدليل قاطع (وأمّا إنكار نبوّتهم) لكون الخلاف في نبوتهم (أو كون الآخر) كهاروت وماروت (من الملائكة) أم لا فاسمع جوابه مفصلا (فَإِنْ كَانَ الْمُتَكَلِّمُ فِي ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ العلم) أي علم الشريعة من الكتاب والسنة إذ لا عبرة بغيرهم في هذه المسألة (فلا حرج عليه) أي في إنكاره ونفيه عن علم ودليل أو نقل (لاختلاف العلماء في ذلك) لكن لا يخفى أن الأحوط في حقه أن لا ينفيه ولا يثبته لئلا يدخل في الأنبياء من ليس بنبي ولا يخرج نبي منهم فإنه خطر عظيم بنبغي أن ينقل الخلاف ويرجح ما ظهر عنده أو عند غيره (وإن كان) المتكلم في ذلك (مِنْ عَوَامِّ النَّاسِ زُجِرَ عَنِ الْخَوْضِ فِي مثل هذا)

<<  <  ج: ص:  >  >>