الزاي والغين المعجمة ويعني بها الشعرات الصفر على ريش الفرخ والفراخ زغب بضم فسكون على ما ذكره الجوهري وهذا وصف منه للقثاء باللطافة والغضاضة إذ القثاء اللطاف لا تخلو عن شيء يكون عليها شبه الزغب (يريد) يعني بأجر زغب (قثّاء) أي موصوفا بما ذكر وهو بكسر القاف ويضم ممدودا (فأعطاني) أي لأجل بدله أو مما كان عنده في نظيره (ملء كفّه) وفي رواية ملء يديه وفي رواية ملء يدي وفي أخرى كفي (حليّا) بفتح فسكون وجمعه حلي ووزنه فعول كضرب وضروب ثم دخله الإبدال والإدغام وكسرت اللام لتصح الياء وكسر الحاء أيضا حمزة والكسائي للاتباع وفي نسخة بضم فكسر فتشديد تحتية (وذهبا) تخصيص بعد تعميم إذ الحلي ما يصاغ ولو من الفضة وغيرها قال الدلجي كذا هنا من رواية معوذ ابن عفراء والذي في مسند أحمد وشمائل الترمذي بسند جيد عن ابنة الربيع مصغر ربيع قالت بعثني معوذ ابن عفراء بقناع من رطب وعليه أجر زغب من قثاء وكان صلى الله تعالى عليه وسلم يحب القثاء فأتيت بها وعنده حلية قدمت عليه من البحرين فملأ يده فأعطاني وللترمذي فأتيته بقناع من رطب وأجر زغب فأعطاني ملء كفيه حليا أو ذهبا وأبوها معوذ قتل ببدر ولم يعرف له رواية عنه صلى الله تعالى عليه وسلم؛ (قال أنس رضي الله تعالى عنه) أي فيما رواه الترمذي (كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لا يدّخر) بدال مهملة مبدلة من معجمة إذا أصله لا يذتخر (شيئا لغد) أي لا يؤخر لمستقبله من الزمان شيئا من مأكول ومشروب لسماحة نفسه وسخاوة كفه وثقته بربه أو المعنى لا يدخر لخاصة نفسه لقوة حاله فلا ينافيه أنه كان يدخر قوت سنة لعياله. (والخبر) أي الأخبار الواردة المؤذنة (بجوده وكرمه) أي بناء على أثر نور وجوده صلى الله تعالى عليه وسلم (كثير) أي فلا يمكن إحصاؤه ولا يتصور استقصاؤه (وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه) لا يعرف من رواه عنه (أتى رجل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يسأله) أي شيئا من العطاء (فاستلف) أي فاستسلف له كما في نسخة والمعنى أخذ السلف واستقرض من رجل لأجله (نصف وسق) وهو بفتح الواو ويكسر وسكون السين ستون صاعا والنصف مثلث النون والكسر أشهر (فجاء الرّجل) أي رب الدين (يتقاضاه) أي يطالبه بوفائه (فأعطاه وسقا) أي بكماله (وقال نصفه قضاء) أي وفاء (ونصفه نائل) أي عطاء ثم اعلم أن في بعض النسخ هنا زيادة لا تخلو عن إفادة وهي قوله وقال أبو علي الدقاق من شيوخ الصوفية المشاهير وعلمائهم النحارير وتكلم في الفتوة وهي غاية الكرم والإيثار على رأيهم واصطلاحهم في ألفاظهم أن هذا الخلق لا يكون إلا للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم فإن كان واحد في القيامة يقول نفسي نفسي وهو يقول أمتي أمتي انتهى قال ابن مرزوق هذه الرواية ثبتت في رواياتنا في هذا الموضع من الشفاء وقال التلمساني وقد ثبتت هذه الزيادة أيضا ملحقة بخط العراقي في الطرة ثم قال نقل هذا من خط المؤلف رحمه الله تعالى انتهى وقال برهان الحلبي هذا في بعض النسخ ثابت وأبو علي المذكور هو الحسن بن علي بن محمد بن إسحاق بن عبد الرحيم بن أحمد الاستاذ شيخ