الله صلى الله تعالى عليه وسلم مثل ما حرّم الله تعالى) أي فيجب اجتناب ما حرمه لأنه ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى فالكتاب وحي جلي والسنة وحي خفي (وقال صلى الله تعالى عليه وسلم) كما رواه أبو داود في مراسيله والدارمي والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن يحيى بن جعدة (وجيء بكتاب) جملة حالية معترضة مؤذنة بأنه سبب للمقالة أي وقد جيء بمكتوب من التوراة (في كتف) أي من الشاة والجائي به عمر أو ابنته حفصة أو عائشة رضي الله تعالى عنهم أو غيرهم ولا منع من الجمع كما يشير إليه قوله (كفى بقوم حمقا) بضم فسكون أي حماقة وجهالة (أو قال ضلالا) أي ضلالة وغواية والشك من الراويّ والباء زائدة في فاعل كفى ونصب ما بعده على التمييز المحول عن الفاعل والمعنى كفى الحمق أو الضلال قوما (أن يرغبوا) أي يميلوا أو يعرضوا (عَمَّا جَاءَ بِهِ نَبِيُّهُمْ إِلَى غَيْرِ نَبِيِّهِمْ) أي ملتفتين ومقبلين إلى ما جاء به غير نبيهم يعني ولو كان نبيا إلى غيرهم كما يدل عليه قوله عليه السلام في رواية ولو كان موسى حيا لما وسعه إلّا اتباعي (أو كتاب) أي أو إلى كتاب (غير كتابهم) أي النازل إليهم ولو كان من كتب الله تعالى إلى غيرهم هذا ولفظ ما رووه جاء ناس من المسلمين بكتب قد كتبوا فيها بعض ما سمعوه من اليهود فقال صلى الله تعالى عليه وسلم كفى بقوم حمقا أو ضلالة أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى ما جاء به غيره إلى غيرهم (فَنَزَلَتْ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ)[العنكبوت: ٥١] الآية أي دائما ما بقيت الدنيا (وقال صلى الله تعالى عليه وسلم) فيما رواه مسلم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه (هلك المتنطّعون) مأخوذ من النطع وهو الغار الأعلى من الفم ثم استعير لكل تعمق قولا وفعلا أي المتعمقون في كلامهم الغالون في أقوالهم وأفعالهم المتكلمون بأقصى حلوقهم البالغون في خوضهم (وقال أبو بكر الصّدّيق رضي الله تعالى عنه) كما رواه أبو داود وغيره (لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله تعالى عليه وسلم يعمل به) أي في حال (إلّا عملت به) أي اقتفاء بسنته الحميدة واقتداء بسيرته المجيدة (إنّي أخشى) أي أخاف خوفا عظيما (إن تركت شيئا من أمره) أي الذي كان عليه في دينه (أن أزيغ) أي أميل عن الحق والهدى وأقبل على موافقة النفس وموافقة الهوى.