بابُ ما يقول إذا استيقظَ في الليل، وأرادَ النَّومَ بعدَه:
٥٢٧- اعلم أن المستيقظ بالليل على ضربين: أحدهُما من لا ينام بعدَه، وقد قدَّمنا في أوّل الكتاب أذكارَه [الأرقام: ١٠٥ - ١١١] . والثاني من يُريد النوم بعدَه؛ فهذا يُستحبّ له أن يذكرَ الله تعالى إلى أن يغلبه النوم، وجاء فيه أذكار كثيرةٌ، فمن ذلك ما تقدم في الضرب الأوّل.
٥٢٨- ومن ذلك ما رويناه في "صحيح البخاري"[رقم: ١١٥٤] ، عن عُبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"مَنْ تَعارَّ من اللَّيلِ فَقالَ: لا إِلهَ إِلاََّ اللَّهُ وحدهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحمد، وَهُوَ على كُلّ شيء قدير، والحمدُ لِلَّهِ، وَسُبْحانَ اللَّهِ، وَلا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أكْبَرُ، وَلا حَوْلَ ولا قوة إلا بالله"، ثم قال:"اللَّهُمَّ اغْفرْ لي، أوْ دَعا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فإنْ تَوَضَّأ قُبِلَتْ صَلاتُهُ".
هكذا ضبطناه في أصل سماعنا المحقق، وفي النسخ المعتمدة من البخاري، وسقط قول:"ولا إِله إلاّ الله" قبل: "والله أكبر" في كثير من النسخ، ولم يذكره الحميدي أيضاً في "الجمع بين الصحيحين" وثبت هذا اللفظ في رواية الترمذي [رقم: ٣٤١٤] وغيره، وسقط في رواية أبي داود [رقم: ٥٠٦٠] .
وقوله:"اغفر لي، أو دعا" هو شك من الوليد بن مسلم أحد الرواة، وهو شيخ شيوخ البخاري وأبي داود والترمذي وغيرهم في هذا الحديث.
وقوله صلى الله عليه وسلم:"تعارّ" هو بتشديد الراء، ومعناه: استيقظ.
٥٢٩- وروينا في "سنن أبي داود"، بإسناد لم يضعفه [رقم: ٥٠٦١] ، عن عائشة -رضي الله عنها- أيضاً، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا استيقظ من الليل قالَ:"لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ، سُبْحانَكَ؛ اللَّهُمَّ أسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي، وأسألُكَ رَحْمَتَكَ؛ اللَّهُمَّ زدني علما، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لِي مِنْ لَدُنْكَ رحمة، إنك أنت الوهاب". [مر برقم: ١١١] .
٥٣٠- وروينا في "كتاب ابن السني"[رقم: ٧٦٢] ، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان -تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم- إذا تعارّ من الليل قالَ: "لا