١١٠٢- اعلم أن الأذكار التي تُستحبُّ للحاضر في الليل والنهار، واختلاف الأحوال وغير ذلك مما تقدم تُستحبّ للمسافر أيضاً، ويَزيدُ المسافرُ بأذكارٍ، فهي المقصودةُ بهذا الباب، وهي كثيرةٌ منتشرةٌ جداً، وأنا اختصرُ مقاصدها إن شاء الله تعالى، وأبوبُ لها أبواباً تناسبها، مستعينًا بالله تعالى، متوكلاً عليه.
بابُ الاستخارة والاستشارة:
١١٠٣- اعلم أنه يُستحب لمن خطرَ بباله السفرُ أن يُشاورَ فيه مَن يعلمُ من حاله النصيحة، والشفقة، والخبرة، ويثقُ بدينه ومعرفته، قال الله تعالى:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}[آل عمران: ١٥٩] . ودلائلُه كثيرةٌ، وإذا شاورَ، وظهرَ أنه مصلحةٌ، استخارَ الله سبحانه وتعالى في ذلك، فصلَّى ركعتين من غير الفريضة، ودعا بدُعاء الاستخارة الذي قدمناه [برقم: ٦٥٨] في بابه، ودليلُ الاستخارة الحديثُ المتقدِّم عن "صحيح البخاري"[رقم: ٦٣٨٢] ، وقد قدَّمنا هناك آداب هذا الدعاء، وصفة هذه الصلاة؛ والله أعلمُ.