بابُ دُعاءِ الإِنسانَ لمن سقاهُ ماءً أو لبناً ونحوهُما:
١٢١٠- رَوَيْنَا في "صحيح مسلم"[رقم: ٢٠٥٥] ، عن المقداد رضي الله عنه، في حديثه الطويل المشهور، قال: فرفعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رأسَه إلى السماء، فقال:"اللَّهُمَّ أطْعِمْ مَنْ أطْعَمَنِي، وَاسْقِ مَنْ سَقانِي".
١٢١١- وَرَوَيْنَا في "كتاب ابن السني"[رقم: ٤٧٦] ، عن عمرو بن الحمقِ رضيَ الله عنهُ، أنه سقى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لَبَناً، فقال:"اللَّهُمَّ أَمْتِعْهُ بِشَبابِه"، فمرّتْ عليه ثمانُون سنةً لم يرَ شعرةً بيضاءَ.
قلتُ: الحمقُ بفتح الحاء المهملة، وكسر الميم.
١٢١٢- وَرَوَيْنَا فيه [رقم: ٤٧٨] عن عمرو بن أخطب -بالخاء المعجمة وفتح الطاء- رضي الله عنهُ، قال: اسْتَسْقَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُه بماءٍ في جمجمةٍ، وفيها شعرةٌ، فأخرجتُها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ جملهُ". قال الراوي: فرأيته ابن ثلاثٍ وتسعين أسود الرأس واللحية.
قلتُ:"الجُمْجُمة" بجيمين مضمومتين؛ بينهما ميمٌ ساكنةٌ، وهي: قدح من خشبٍ، وجمعها جماجم، وبه سمي: ديرُ الجماجم، وهو الذي كانت به وقعة ابن الأشعث مع الحجاج بالعراق؛ لأنه كان يعملُ فيه أقداحٌ من خشبٍ، وقيلَ: سمي به؛ لأنه بُنِي من جماجم القتلى لكثرة من قٌيل.