للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بابُ استحباب قولِ صاحبِ الطَّعام لضيفهِ ومَنْ في معناهُ إذا رفع يده من الطعام: كُلْ، وتكريرُه ذلك عليه ما لم يتحقّقْ أنه اكتفى منه، وكذلك يفعلُ في الشرابِ والطِّيبِ ونحو ذلك

...

باب استحباب قول صاحب الطعام لضيقه ومَنْ في معناهُ إذا رفع يدهُ من الطعام: كُلْ، وتكريرُه ذلك عليه ما لم يتحقّقْ أنه اكتفى منه، وكذلك يفعلُ في الشرابِ والطِّيبِ ونحو ذلك:

١١٩٥- اعلم أن هذا مُستحبّ حتى يُستحبّ ذلك للرجل مع زوجته وغيرها من عيالِه، الذين يُتوهم منهم أنهم رفعوا أيديهم، ولهم حاجةٌ إلى الطعام، وإن قلَّت.

١١٩٦- ومِمّا يُستدلّ به في ذلك ما رويناهُ في "صحيح البخاري" [رقم: ٦٤٥٢] ، عن أبي هريرة رضي الله عنهُ، في حديثه الطويل المشتمل على معجزاتٍ ظاهرةٍ لرسول صلى الله عليه وسلم، لما اشتدّ جوعُ أبي هريرة، وقعدَ على الطريق يستقرئ مَن مَرَّ به القرآن معرّضاً بأن يُضيفه، ثم بعثه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل الصفّةِ، فجاءَ بهم، فأرْواهم أجمعينَ من قدحِ لبنٍ، وذكر الحديثَ إلى أن قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بَقِيتُ أنا وَأنْتَ" قلتُ: صَدقتَ يا رسولَ الله، قال: "اقْعُدْ فاشْرَبْ" فقعدتُ، فشربتُ، فقال: "اشْرَبْ" فَشَرِبْتُ، فما زال يَقُولُ: "اشْرَبْ" حتى قلتُ: لا، والذي بعثك الحق لا أجد له مَسْلَكاً، قال: "فأرِني" فأعطيته القدحَ، فحمد الله تعالى، وسمَّى وشرب الفضلة.

<<  <   >  >>