باب جواز تكنية الرجل بأبي فلانةٍ وأبي فلانٍ، والمرأة بأُمّ فلانٍ وأُمّ فلانةٍ:
١٥٣٢- اعلم أن هذا كلهُ لا حجرَ فيهِ، وقد تكنَّى جماعاتٌ من أفاضل سلف الأمة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم بأبي فلانةٍ، فمنهم عثمان بن عفانٍ رضي الله عنهُ، له ثلاثُ كُنى: أبو عمرو، وأبو عبد الله، وأبو ليلى. ومنهم أبو الدرداء، وزوجتهُ أُمّ الدرداء الكبرى صحابيةٌ، اسمُها: خيرةُ، وزوجتهُ الأخرى أُمّ الدرداءِ الصغرى، اسمها: هجيمةُ، وكانت جليلة القدرِ، فقيهة فاضلة موصوفة بالعقلِ الوافرِ، والفضل الباهر، وهي تابعية. ومنهم أبو ليلى والدُ عبد الرحمنِ ابنِ أبي ليلى، وزوجتهُ أُمّ ليلى، وأبو ليلى وزوجتهُ صحابيان. ومنهم أبو أمامةَ، وجماعاتُ من الصحابة. ومنهم أبو ريحانةَ، وأبو رمثةَ، وأبو رِيْمة، وأبو عَمْرة بشيرُ بن عمرو، وأبو فاطمة الليثي، قيل: اسمه عبد الله بن أُنيسٍ، وأبو مريم الأزدي، وأبو رُقَيَّة تميم الداري، وأبو كريمة المقدام بن معديكرب؛ وهؤلاء كلُّهم صحابةٌ.
ومن التابعين أو عائشة مسروقُ بن الأجدع، وخلائق لا يُحصون.
قال السمعاني في "الأنساب"[١٢/ ٣٤٥] : سُمِّي مسروقاً؛ لأنهُ سرقهُ إنسانٌ وهو صغيرٌ، ثُم وجدَ.
١٥٣٣- وقد ثَبَتَ في الأحاديث الصحيحة تكنية النبيّ صلى الله عليه وسلم أبا هريرة بأبي هريرة [البخاري، رقم: ٦٢٠٢] ؛ واللهُ أعلمُ بالصواب.