٢٠٥٧- روينا في سنن أبي داود [رقم: ٢٨٧٣] بإسنادٍ حسنٍ؛ عن عليّ -رضي اللهُ عنهُ- قالَ: حفظتُ عن رسُول الله -صلى الله عليه وسلم:"لا يُتمَ بَعْدَ احتلامٍ، وَلا صُماتَ يومٍ إلى اللَّيْلِ".
وروينا في معالم السنن [٢٩٤/٣] للإِمام أبي سليمان الخطَّابي -رضي الله عنهُ، قال في تفسير هذا الحديثِ: كان أهل الجاهلية من نُسكهِم الصماتُ: وكانَ أحدُهُم يعتكِفُ اليومَ والليلةَ فيصمتُ ولا ينطقُ، فنُهُوا -يعني في الإِسلام- عن ذلك، وأُمرُوا بالذكرِ والحديثِ بالخيرِ.
٢٠٥٨- وروينا في صحيح البخاري [رقم: ٣٨٣٤] ، عن قيس ابن أبي حازم -رحمهُ الله- قال: دخل أبو بكرٍ الصديقُ -رضي الله عنهُ- على امرأةٍ من أحمسَ، يُقالُ لها: زينبُ، فرآها لا تتكلم، فقال: ما لها لا تتكلمُ؟! حجَّت مُصْمِتَةً، فقال لها: تكلمي! فإن هذا لا يحلُ، هذا مِنْ عَمَلِ الجاهِلِيَّةِ؛ فتكلَّمت.
٥٩٨- فصل في الأحاديث التي عليها مدارُ الإسلام:
٢٠٥٩- فهذا آخرُ ما قصدته من هذا الكتاب، وقد رأيتُ أن أضمَّ إليه أحاديث تتمُّ محاسنُ الكتاب بها إن شاء الله تعالى، وهي الأحاديث التي عليها مدارُ الإسلام، وقد اختلفَ العلماءُ فيها اختلافًا كثيرًا منتشراً، وقد اجتمعَ مِن تداخل أقوالهم مع ما ضممتهُ إليه ثلاثون حديثاً١.
٢٠٦٠- الحديث الأول: حديثُ عُمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنهُ: "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيَّاتِ" البخاري [رقم: ١] ؛ مسلم [رقم: ١٩٠٧] وقد سبق بيانهُ في أول هذا الكتاب [برقم: ١٠] . هو الحديث الأول في الأربعون النووية، وهو الحديث الأول لدى ابن الصلاح.
٢٠٦١- الحديث الثاني: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أحْدَثَ في أمْرِنَا هَذَا ما لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ" رويناه في
١ ثم أوصلهم -رحمه الله- إلى اثنين وأربعين حديثًا، وهي التي اشتهرت بـ "الأربعون النووية"؛ وقد روى في كتابه "بستان العارفين" [صفحة: ٣٦] ، عن أبي عمرو وعثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح -رحمه الله، ما جمعهُ في هذا المجال، وقال عنه: "وقد اجتهد في جمعها وتبيانها"؛ ولمعرفة زيادة وتفصيل راجع مقدمة طبعتي لـ "الأربعين النووية"، وهي من مطبوعات الجفان والجابي للطباعة والنشر، ليماسول، قبرص. وكذلك "بستان العارفين".