للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٢٨- فصل [في استحباب الدعاء بعد ختم القرآن] :

٥٧٧- ويستحب الدعاءُ عقيب١ الختم استحباباً متأكداً تأكيدًا شديداً لما قدّمناه ["التبيان" للنووي، رقم: ٤٩٤] .

٥٧٨- وروينا في "مسند الدارمي" [٤٧٠/٢] ، عن حُميد الأعرج رحمه الله، قال: مَن قرأ القرآن، ثم دعا؛ أمَّنَ على دعائه أربعةُ آلاف مَلَك ["التبيان" للنووي، رقم: ٣٩٥] .

٥٧٩- وينبغي أن يُلحّ في الدعاء؛ وأن يدعوَ بالأمور المهمة، والكلمات الجامعة، وأن يكون معظم ذلك، أو كله في أمور الآخرة، وأمور المسلمين، وصلاح سلطانهم، وسائر ولاة أمورهم، وفي توفيقهم للطاعات، وعِصمتهم من المخالفات، وتعاونهم على البرّ والتقوى، وقيامهم بالحقّ، واجتماعهم عليه، وظهورهم على أعداء الدين، وسائر المخالفين ["التبيان" للنووي، رقم: ٣٩٦] .

وقد أشرت إلى أحرف من ذلك من كتاب " [التبيان في] آداب [حملة] القرآن"٢ [رقم: ٣٩٧ - ٤١٠] وذكرتُ فيه دعوات وجيزة، من أرادها نقلَهَا منه.

٥٨٠- وإذا فرغ من الختمة، فالمستحبّ أن يشرع في أخرى متصلاً بالختم، فقد استحبّه السَّلفُ، واحتجّوا فيه بحديث أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خَيْرُ الأعْمالِ الحَلُّ وَالرِّحْلَةُ" قيل: وما هما؟ قال: "افْتِتاحُ القرآن وختمه" ["التبيان" للنووي، رقم: ٤١١] .

[وروى الطبراني في "المعجم الكبير" [رقم: ١٢٧٨٣] ، وعنه أبو نُعيم في "حلية الأولياء" ٢٦٠/٢؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رجل: يا رسول الله! أي العمل أفضلُ؟ قال: "عليك بالحال المرتحل" قال: وما الحال المرتحل؟ قال: "صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره، ثم يضربُ من آخره إلى أوله، كلما حل ارتحل"] .


١ في نسخة: "عند".
٢ في الأصل: "كتاب آداب القرّاء".

<<  <   >  >>