بابُ دُعاءِ المدعوّ والضيفَ لأهلِ الطَّعامِ إذا فَرَغَ من أكلهِ:
١٢٠٦- رَوَيْنَا في "صحيح مسلم"[رقم: ٢٠٤٢] ، عن عبد الله بن بُسْر -بضم الباء وإسكان السين المهملة- الصحابي رضي الله عنه، قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي، فقرّبنا إليه طعاماً ووَطْبَةً، فأكل منها، ثم أُتيَ بتمرٍ، فكان يأكلهُ، ويُلقي النَّوَى بين أصبعين، ويجمعُ السبَّابَةَ والوُسطى -قال شعبةٌ: هو ظني، وهو فيه إن شاء الله تعالى إلقاءُ النَّوى بين الأصبعين- ثم أُتي بشرابٍ، فشربَه، ثم ناولهُ الذي عن يمينه، فقال أبي: ادع لنا، فقال:"اللَّهُمَّ بارِكْ لَهُمْ فِيما رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ".
قلتُ: الوطبة بفتح الواو، وإسكان الطاء المهملة، بعدها باءٌ موحدةٌ، وهي: قربةٌ لطيفةٌ يكون فيها اللبن.
١٢٠٧- وَرَوَيْنَا في "سنن أبي داود"[رقم: ٣٨٥٤] وغيره، بالإِسناد الصحيح، عن أنسٍ رضي الله عنهُ، أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة رضي الله عنهُ، فجاء بخبرٍ وزبيب، فأكل، ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وأكَلَ طَعَامَكُمُ الأبرارُ، وَصَلَّتْ عليكم الملائكة". [وتقدم برقم: ٩٩١] .
١٢٠٨- وَرَوَيْنَا في "سنن ابن ماجه"[رقم: ١٧٤٧] ، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، قال: أفطرَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم عند سعدٍ بن معاذٍ، فقال:"أفْطَرَ عندكمُ الصَّائِمُونَ "، الحديث.
قلتُ: فهما قضيتان جرتا لسعدِ بن عبادةَ وسعدِ بن معاذٍ.
١٢٠٩- وَرَوَيْنَا في "سنن أبي داود"[رقم: ٣٨٥٣] ، عن رجل؛ عن جابرٍ رضيَ الله عنهُ قال: صنعَ أبو الهيثم ابن التيهانِ للنبيّ صلى الله عليه وسلم طعاماً، فدعا النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابهُ، فلما فرغوا، قال:"أثِيبُوا أخاكُمْ" قالوا: يا رسول الله! وما إثابته؟ قال:"إنَّ الرَّجُلَ إذَا دُخل بيتهُ فأُكل طعامهُ، وشربَ شرابهُ، ثم دعي لهُ، فَذَلِكَ إثابتهُ".