بابُ جَواز دُعاء الإِنسان على مَنْ ظَلَمَ المسلمين أو ظلَمه وحدَه:
١٥٧٥- اعلم أن هذا الباب واسعٌ جداً، وقد تظاهرَ على جوازه نصوصُ الكتاب والسنّة، وأفعالُ سلفِ الأمةِ وخلفها، وقد أخبرَ الله سبحانهُ وتعالى في مواضع كثيرةٍ معلُومةٍ من القرآنِ عن الأنبياء صلواتُ الله وسلامهُ عليهم بدعائهم على الكفّار.
١٥٧٦- رَوَيْنَا في "صحيح البخاري"[رقم: ٢٩٣١] ، ومسلم [رقم: ٦٢٧] ؛ عن عليّ رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال يوم الأحزاب:"مَلأَ اللَّه قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ ناراً كما شَغَلُونا عَنِ الصَّلاةِ الوُسْطَى".
١٥٧٧- وَرَوَيْنَا في الصحيحين [البخاري، رقم: ٤٠٩٠؛ مسلم، رقم: ٦٧٥] من طرقٍ، أنه صلى الله عليه وسلم دعا على الذين قَتلوا القراءَ رضي الله عنهم، وأدامَ الدعاءَ عليهم شهراً، يقولُ:"اللَّهُمَّ الْعَنْ رِعْلاً وَذَكْوَانَ وعصية". [وسيرد برقم: ١٧٨٥] .
١٥٧٨- رَوَيْنَا في "صحيحيهما"[البخاري، رقم: ٢٤٠؛ مسلم، رقم: ١٧٩٤] ؛ عن ابن مسعودٍ رضي الله عنهُ، في حديثهِ الطويلِ في قصةَ أبي جهلٍ وأصحابهِ من قريشٍ حين وَضَعُوا سَلاَ الجزور على ظهر النبيّ صلى الله عليه وسلم، فدعا عليهم، وكان إذا دعا، دعا ثلاثاً، ثم قال: "اللَّهُمَّ عَلَيْكَ