أحدها: قوله: "المقطم" هكذا بخط المصنف بعد الميم قاف ثم طاء مهملة، وهو سهوٌ نشأ عن تصحيف، وإنما هو "المُطْعِم" بسكون الطاء وكسر العين المهملتين. ثانيها: قوله: "الصحابي" وإنما هو الصنعاني، بنون ساكنة بعد الصاد، ثم عين مهملة وبعد الألف نون، نسبة إلى صنعاء دمشق، وقيل: صنعاء اليمن. كان منها ثم تحوّل إلى الشام، وكان في عصر التابعين، ولم يثبت له سماعٌ من صحابي، بل أرسل عن بعضهم، وجلّ روايته عن التابعين؛ كمجاهد والحسن. وقد جمع الطبراني الموصولة في ترجمته في مسند الشاميين، وقال في أكثرها: المطعم بن المقدام الصنعاني كما ضبطته. ثالثها: قوله: رواه الطبراني؛ يتبادر منه مع قوله "الصحابي" أن المراد "المعجم الكبير" الذي هو مسند الصحابة، وليس هذا الحديث فيه؛ بل هو في كتاب "المناسك" للطبراني. وأخرجه ابن عساكر في ترجمة المطعم بن المقدام الصنعاني من تاريخه الكبير، فذكر حاله ومشايخه والرواة عنه، وتاريخ وفاته، ومن وثقه، وأثنى عليه، وأسند جملة من أحاديثه، منها هذا الحديث بعينه، وسنده معضل أو مرسل إن ثبت له سماعٌ عن صحابي. وقد نبه على ما ذكرنا من التصحيف وعلق المحدث الواعظ زين الدين القرشي الدمشقي فيما قرأتهُ بخطه في هامش "تخريج أحاديث الإحياء" لشيخنا العراقي، وأقره على ذلك. وبلغني عن الحافظ زين الدين ابن رجب البغدادي نزيل دمشق أنه نبه على ذلك أيضًا. وقال الحافظ في "الإصابة" [٣/ ٥٢٩، ٥٣٠] : المقطم بن المقدام ... هكذا أورده الشيخ محيي الدين النووي في كتاب: "الأذكار" له، ووقفت على ذلك في عدة نسخ، حتى في النسخة التي بخطه مضبوطًا بضم الميم وفتح القاف وتشديد الطاء المهملة، وقد تعقبه الحافظ زين الدين ابن رجب الحنبلي، فقرأت بخطه ما نصه: هكذا قرأت بخط النووي، وقد وقع له فيه تصحيف عجيب؛ لأن الذي في "المناسك" للطبراني، عن المطعم بن المقدام الصنعاني، فجعل المطعم المقطم، والصنعاني الصحابي. والمطعم بن المقدام من أتباع التابعين. روى عن مجاهد، وسعيد بن جبير، ونحوهما، مشهور، أرسل هذا الحديث، فهو معضل، فقد رواه أبو بكر ابن أبي شيبة في "مصنفه" عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن المطعم بن المقدام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني. والأمر كما قال ابن رجب