سليمان الواسطي، حدّثنا أبو نُعيم عبيد بن هاشم الحلبي، حدّثنا ابن المبارك، عن يحيى بن سعيد هو الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقّاص الليثيّ، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:"إنَّما الأعْمالُ بالنِّيَّاتِ، وإنَّمَا لكل امرئ مَا نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى الله وَرَسولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلى الله وَرَسولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أَوِ امْرأةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُه إلى ما هاجر إليه". [وسيرد برقم: ٢٠٦٢] .
١١- هذا حديث صحيح متفق على صحته [البخاري، رقم: ١؛ ومسلم، رقم: ١٩٠٧] ، مجمع على عظم موقعه وجلالته، وهو أحدُ الأحاديث التي عليها مدارُ الإِسلام، وكان السلفُ وتابعوهم من الخلف رحمهم الله تعالى يَستحبُّون استفتاح المصنفات بهذا الحديث، تنبيهاً للمُطالع على حسن النيّة١، واهتمامه بذلك والاعتناء به. [وممن ابتدأ به في أول كتابه الإمام أبو عبد الله البخاري رحمه الله في أول حديث في: صحيحه، الذي هو أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى. "بستان العارفين"، رقم: ٢٠ وما بعده؛ "متن الأربعين النووية"، رقم: ١ "رياض الصالحين"، رقم: ١] .
١٢- رُوِّينا عن الإِمام أبي سعيد عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله تعالى، قال: مَنْ أَرَادَ أن يُصنِّفَ كتاباً فليبدأ بهذا الحديث.
[ورُوِّينا عنه أيضًا، قال: لو صَنَّفْتُ كتابًا بدأت في أول كل باب منه بهذا الحديث. "بستان العارفين"، رقم: ٣١] .
١ في نسخة: "صدق النِّية"، وفي أخرى: "صحة النيّة"؛ من الشارح.