كتاب الأذكار للنووي ط ابن حزم

كتاب أذكار المرض والموت وما يتعلق بهما - باب الثناء على المريض بمحاسن أعماله ونحوها إذا رأى منه خوفا ليذهب خوفه ويحسن ظنه بربه سبحانه وتعالى - ص: 257

٧٤٠- وروينا في صحيح مسلم [رقم: ١٢١] ، عن ابن شُماسة -بضم الشين وفتحها- قال: حضرنا عمرو بن العاص رضي الله عنهُ وهو في سِياقة الموت، فبكى طويلاً، وحوّل وجههُ إلى الجدارِ، فجعل ابنهُ يقولُ: يا أبتاه! أما بَشَّرَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ أما بشِّرك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ فأقبلَ بوجهه، فقال: إنَّ أفضلَ ما نُعِدُّ شهادةُ أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسولُ الله، ثم ذكرَ تمامَ الحديث.

٧٤١- وروينا في "صحيح البخاري" [رقم: ٣٧٧١] ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم، أن عائشة رضي الله عنها اشتكت، فجاء ابن عباس رضي الله عنهما، فقال: يا أُمّ المؤمنين! تقدَمين على فَرْطِ صدقٍ: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكرٍ رضيَ الله عنهُ.

ورواه البخاري [رقم: ٤٧٥٣] أيضاً من رواية ابن أبي مليكةَ، أن ابن عباس استأذن على عائشة رضي الله عنها قبل موتها وهي مغلوبة، قالت: أخشى أن يثني عليّ، فقيل لها: ابن عَمَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا له، قال: كيف تجدينك؟ قالت: بخير إن اتقيتُ، قال: فأنتِ بخيرٍ إن شاءَ اللهُ: زوجةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكح بِكراً غيرك، ونزلَ عذرُك من السماء.