عيادةُ الكافر في الجملة جائزة، والقربةُ فيها موقوفةٌ على نوعِ حرمةٍ تقترنُ بها من جوارٍ أو قرابةٍ.
١٢٨٢- قلتُ: هذا الذي ذكره الشاشيُّ حسنٌ، فقد رَوَيْنَا في صحيح البخاري [رقم: ١٣٥٦] ، عن أنس رضي الله عنه، قال: كان غلامٌ يهوديٌّ يخدُم النبيَّ صلى الله عليه وسلم فمرضَ، فأتاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعودهُ، فقعدَ عند رأسه، فقال له:"أسْلِمْ"، فنظر إلى أبيه وهو عندهُ، فقال: أطعْ أبا القاسم؛ فأسلم، فخرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو يقول:"الحمدُ لِلَّهِ الَّذي أنقذهُ مِنَ النَّارِ".
١٢٨٣- وَرَوَيْنَا في صحيحي البخاري [رقم: ٣٨٨٤] ، ومسلم [رقم: ٢٤] ؛ عن المسيِّب بن حزنٍ والدِ سعيدِ بن الْمُسَيِّبِ رضي الله عنه، قال: لما حضرتْ أبا طالبٍ الوفاةُ، جاءهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال:"يا عَمّ! قُل لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ"، وذكر الحديث بطُوله.
١٢٨٤- قُلتُ: فينبغي لعائدِ الذميّ أن يرغبهُ في الإِسلام، ويبينَ لهُ محاسنهُ، ويحثهُ عليهِ، ويحرضهُ على معاجلته قبل أن يصيرَ إلى حالٍ لا ينفعهُ فيها توبتهُ، وإن دعا له دعا بالهداية ونحوها.