١٣٧٨- وَرَوَيْنَا في "موطأ مالك"[٢/ ٩٦٥] عنهُ، عن نافعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنهُ قال: إذا عَطَسَ أحدُكم، فقيل لهُ: يرحمُك اللهُ، يقولُ: يرحمنا الله وإياكم، ويغفرُ الله لنا ولكُم.
١٣٧٩- وكل هذا سنّة ليس فيه شيءٌ واجب.
قال أصحابنا: والتشميتُ وهو قولهُ: يرحمك الله، سنةٌ على الكفايةِ، لو قالهُ بعضُ الحاضرين أجزأ عنهم، ولكن الأفضل أن يقوله كلُّ واحدِ منهم لظاهرِ قولهِ صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح [عند البخاري، رقم: ٦٢٢٣ الذي قدمناهُ برقم: ١٣٤٨] : "كان حقا على كُل مسلمٍ سمعهُ أنْ يقولَ لهُ: يرحمكَ اللَّهُ".
١٣٨٠- هذا الذي ذكرناهُ من استحباب التشميت هو مذهبنا. واختلف أصحابُ مالكٍ في وجوبهِ، فقال القاضي عبد الوهاب [بن علي بن نصر الثعلبي البغدادي، أبو محمد] : هو سنةٌ، ويجزئ تشميتُ واحدٍ من الجماعة كمذهبنا، وقال [يحيى بن إبراهيم] ابن مزينٍ: يلزمُ كلُ واحدٍ منهم، واختاره ابن العربي المالكي.