٣٠٠٢] ، عن المقداد رضي الله عنه، أن رجلاً جعلَ يمدحُ عثمانَ رضي الله عنهُ، فعمدَ المقدادُ، فجثا على ركبتيه، فجعلَ يحثو في وجهه الحصباءَ، فقال له عثمانُ: ما شأنُك؟ فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا رأيْتُم المَدَّاحِينَ فاحْثُوا في وُجُوهِهِمْ التُّرابَ".
١٤٠٠- وَرَوَيْنَا في صحيحي البخاري [رقم: ٢٦٦٣] ، ومسلم [رقم: ٣٠٠١] ؛ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنهُ، قال: سمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يُثني على رجلٍ، ويُطريه في المدحةِ، فقال:"أَهْلَكْتُمْ أوْ قَطَعْتُمْ ظَهْرَ الرَّجُلِ".
قلتُ: قولهُ: "يُطريه" بضم الياء وإسكان الطاء المهملةِ وكسر الراءِ وبعدها ياءٌ مثناةٌ تحتُ. و"الإطراءُ": المبالغة في المدحِ، ومجاوزةُ الحدّ، وقيل: هو المدح.
١٤٠١- وَرَوَيْنَا في "صحيحيهما"[البخاري، رقم: ٢٦٦٢؛ ومسلم، رقم: ٣٠٠٠] ، عن أبي بكرة رضي الله عنهُ، أن رجلاً ذُكر عندَ النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأثنى عليه رجلٌ خيراً، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"وَيْحَكَ! قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ -يقوله مراراً- إنْ كانَ أحَدُكُمْ مادحًا أخاهُ لاَ مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ: أحسبُ كَذَا وكَذَا إنْ كانَ يَرَى أنهُ كَذَلِكَ، وحسيبهُ اللَّهُ، وَلا يُزَكِّي على اللَّهِ أحَداً".
١٤٠٢- وأما أحاديثُ الإِباحة فكثيرةٌ لا تنحصرُ، ولكن نُشيرُ إلى أطرافٍ منها، فمنها قولهُ صلى الله عليه وسلم في الحديثِ الصحيح البخاري، [رقم: ٣٦٥٣؛ ومسلم، رقم: ٢٣٨١] لأبي بكرٍ رضي الله عنهُ: "ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثالثهما"؟.
١٤٠٣- وفي الحديث الآخر [البخاري، رقم: ٣٦٦٥؛ ومسلم، رقم: ٢٣٨٢، ١٠٢٧/ ٨٦] : "لست منهم". أي: لستَ من الذين يُسبلون أزرهُم خُيلاء.