وقال تعالى:{فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}[الحجر: ٨٥] .
١٦١٧- وَرَوَيْنَا في صحيحي البخاري [رقم: ٣١٥٠] ، ومسلم [رقم: ١٠٦٢] ؛ عن عبد الله بن مسعودٍ رضي اللهُ عنهُ، قال: لما كان يومُ حنينٍ، آثرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ناساً من أشرافِ العربِ في القسمة، فقال رجلٌ: والله إن هذه قسمةٌ ما عُدل فيها، وما أُريد فيها وجهُ الله تعالى، فقلتُ: والله لأخبرنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتهُ، فأخبرتهُ بما قال، فتغيَّرَ وجههُ حتى كان كالصرفِ، ثم قال:"فَمَنْ يعدلُ إذَا لَمْ يعدلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ"؟ [يصبغُ به الجلود] ، ثم قال:"يَرْحَمُ الله مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بأكْثَرَ مِنْ هذا فصبر"، [وسيأتي برقم: ١٧٣٦] .
١٦١٨- وَرَوَيْنَا في صحيح البخاري [رقم: ٤٦٤٢] ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قَدِمَ عيينةُ بنُ حصنٍ بنِ حذيفة، فنزل على ابن أخيه الحرّ بن قيسِ، وكانَ من النفرِ الذين يُدنيهم عمرُ رضي اللهُ عنهُ، وكان القراءُ أصحابَ مجلسٍ عُمرَ رضيَ الله عنه ومشاورته، كُهُولاً كانوا أو شبّاناً، فقال عيينةُ لابن أخيهِ: يا ابن أخي! لك وجهٌ عند هذا الأمير، فاستأذنْ لي عليه؛ فاستأذنَ، فأذنَ له عمرُ، فلما دخلَ، قال: هي يا ابن الخطاب! فوالله ما تُعطينا الجزل، ولا تحكمُ فينا بالعدل؛ فغضبَ عمرُ رضي الله عنهُ حتى همّ أن يُوقع به، فقال لهُ الحرُ: يا أميرَ المؤمنين! إن الله تعالى قال لنبيّه صلى الله عليه وسلم: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}[الأعراف: ١٩٩] وإن هذا من الجاهلين؛ والله ما جاوزَها عمرُ حين تلاها عليهِ، وكان وقَّافاً عند كتاب الله تعالى؛ [سيرد برقم: ١٦٧٧] ؛ والله أعلم.