"المقيتُ": الحفيظ، وقيل:"المقيت": الذي عليه قوتُ كل دابة ورزقها، وقال الكلبي:"المقيتُ": المجازي بالحسنة والسيئة، وقيل:"المقيتُ": الشهيدُ، وهو راجعٌ إلى معنى الحفيظ، وأما الكِفْل فهو: الحظ والنصيب، وأما الشفاعة المذكورة في الآية، فالجمهور على أنها هذه الشفاعة المعروفة، وهي شفاعةُ الناس بعضهم في بعضٍ؛ وقيل: الشفاعة الحسنةُ: أن يشفع إيمانهُ بأن يُقاتل الكفار؛ والله أعلم.
١٦٧٥- وَرَوَيْنَا في صحيحي البخاري [رقم: ٦٠٢٨] ، ومسلم [رقم: ٢٦٢٧] ؛ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنهُ، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاهُ طالب حاجةٍ أقبلَ على جُلسائهِ، فقال:"اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللَّه على لسانِ نَبِيِّهِ ما أحَبَّ".
وفي رواية:"ما شاءَ".
وفي رواية أبي داود [رقم: ٥١٣١] : "اشْفَعُوا إِلَيَّ لِتُؤْجَرُوا، وَلْيَقْضِ اللَّهُ على لِسانِ نَبِيِّهِ ما شاءَ". وهذه الرواية توضحُ معنى روايةِ الصحيحين.
١٦٧٦- وروينا في صحيح البخاري [رقم: ٥٢٨٣] ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قصة بريرة وزوجها، قال: قال لها النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لو راجعته"؟ ١ قالت: يا رسول الله! تأمرني؟ قال:"إنما أشْفَعُ"، قالتْ: لا حاجةَ لي فيه.
١٦٧٧- وَرَوَيْنَا في "صحيح البخاري"[رقم: ٤٦٤٢] ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما قَدِمَ المدينة عيينةُ بن حصنٍ بن حذيفة بن بدرٍ،
١ في الأصول: "راجعتيه". قال الحافظ ابن حجر العسقلاني، رحمه الله، في "فتح الباري" في شرحه للحديث رقم: ٥٢٨٣: وقع في رواية ابن ماجه: "لو راجعتيه" بإثبات تحتانية ساكنة بعد المثناة، وهي لغة ضعيفة. اهـ.