للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: ١٦، ١٧] ثُمَّ قال: "ألا أُخْبِرُكَ برأس الأمر وعموده وذروة سنامه"؟ قلتُ: بلى يا رسول الله! قال: "رأس الأمر الإسلام، وعمودهُ الصلاة، وذورة سنامه الجهاد" ثم قال: "ألا أُخبرك بملاكِ ذلك كله"؟ قلتُ: بلى يا رسول الله! فأخذ بلسانه، ثم قال: "كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا"، قلت: يا رسلو الله! وإنما لمؤاخذون بما تتكلم به؟ فقال: "ثَكِلَتْكَ أُمك، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ"؟، قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ ["الأربعون النووية" الحديث رقم: ٢٩] .

قلتُ: الذِّروة بكسر الذال المعجمةِ وضمّها، وهي: أعلاهُ.

١٧٠٧- وَرَوَيْنَا في "كتاب الترمذي" [رقم: ٢٣١٨] ، وابن ماجه [رقم: ٣٩٧٦] ؛ عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: "منْ حُسنِ إسْلامِ المرءِ تركهُ ما لا يعنيه" حديثٌ حسنٌ. [الأربعون النووية، الحديث رقم: ١٢، وسيرد برقم: ١٩٠٥، ٢٠٦٧] .

١٧٠٨- وَرَوَيْنَا في "كتاب الترمذي" [رقم: ٢٥٠١] ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صَمَتَ نَجا"، إسناده ضعيفٌ، وإنما ذكرته لأبينهُ، لكونهِ مشهوراً.

والأحاديث الصحيحةُ بنحوِ ما ذكرتهُ كثيرةٌ، وفيما أشرتُ به كفايةٌ لمن وفّق، وسيأتي إن شاء الله تعالى في باب الغيبة [رقم: ٤٩٢] جُملٌ من ذلك؛ وبالله التوفيق.

وأما الآثار عن السلف وغيرهم في هذا الباب فكثيرةٌ، ولا حاجة إليها مع ما سبق، لكن ننبهُ على عيونٍ منها:

١٧٠٩- بَلَغَنَا أن قُسَّ بن ساعدة، وأكثم بن صيفي اجتمعا، فقال

<<  <   >  >>