العبادةُ"، ولأن الدعاءَ هُو إظهارُ الافتقار إلى الله تعالى. وقالت طائفةٌ: السكوت والخمودُ تحتَ جريان الحكم أتمّ، والرضا بما سبقَ بهِ القدرُ أولى. وقال قومٌ: يكونُ صاحبَ دُعاءٍ بلسانه، ورضا بقلبهِ، ليأتيَ بالأمرين جميعاً.
٢٠١٧- قال القشيري ٢٢١/٣: والأولى أن يُقال: الأوقات مختلفةٌ، ففي بعض الأحوال الدعاء أفضلُ من السكوت، وهو الأدب؛ وفي بعض الأحوالِ السكوت أفضلُ من الدعاءِ، وهو الأدبُ؛ وإنما يُعرف ذلك بالوقت، فإذا وجدَ في قلبه إشارةً إلى الدعاء، فالدعاءُ أولى به؛ وإذا وجد إشارةً إلى السكوت، فالسكوتُ أولى به وأتمُّ.
٢٠١٨- قال [الرسالة ٢٢٢/٣] : ويصحّ أن يُقال: ما كان للمسلمين فيه نصيبٌ، أو لله -سبحانهُ وتعالى- فيه حقّ، فالدعاءُ أولى لكونهِ عبادة، وإن كان لنفسك فيه حظّ، فالسكوتُ أتمّ.
٢٠١٩- قال [الرسالة ٢٢٢/٣] : ومن شرائط الدعاءِ أن يكون مطعمهُ حلالاً.
٢٠٢٠- وكان يحيى بن معاذٍ الرازي -رضي الله عنهُ- يقولُ [الرسالة ٢٢٣/٣] : إليه كيف أدعوكَ وأنا عاصٍ؟ وكيف لا أدعوك وأنت كريم؟
٢٠٢١- ومن آدابه حضور القلب، وسيأتي دليلهُ إن شاء الله تعالى.
٢٠٢٢- وقال بعضُهم [الرسالة ٢٢٥/٣] : المرادُ بالدعاءِ إظهارُ الفاقةِ، وإلا فالله -سبحانهُ وتعالى- يفعلُ ما يشاءُ.
٢٠٢٣- وقال الإِمام أبو حامدٍ الغزالي في الإِحياء [٣٠٤/١] : آدابُ الدعاءِ عشرةٌ:
الأول: أن يترصَّد الأزمان الشريفة، كيوم عَرَفَة، وشهر رمضان، ويوم الجمعة، والثلث الأخير من الليل، ووقت ِ الأسحار.