ابن عمر بما كان هم زيادة الله من الهرب فتعرض له حتى أدخله قصر البحر وأراه ما زخرفه له فيه وقال:(يا سيدي! أين البنية من قصر جدك القديم الذي صبر فيه على الحصار أعوام كثيرة وقد أبغضه جل أهل بلده! وقام عليه رؤساء جنده، فبقى مقيما فيه وضابطا له، حتى أظهره الله عليهم، ومكنه منهم! فكيف بك وقد كثر مالك وأحبك رجالك؟ وأهل إفريقيا معك! وإنما خرج عليك شيخ لا يعرف مكانه في البربر وأنت في حصن منيع! والله يدفع عنك! فدفع ما يقال لك! فإنك الظافر بحول الله وقوته، إن شاء الله) فأصغى زيادة الله غالى قوله، وسر بما سمع منه وجعل يرسل الرجال والأموال إلى الأربس وهو أقصى ثغوره. فكانت خيل أبي عبد الله الشيعي تغير على الأربس من باغاية من الأربس. وفيها قدم حبشي وابن حجر وابن عباس من بلد الروم ومعهم رسول صاحب القسطنطينية. وكساهم زيادة الله وأنزل الرسول في الملعب بقرب رقادة وجمع الناس للمباهاة بهم فكان جمعا عظيما. وفيها ضرب القباب والأخبية حوالي مدينة رقادة وأخذ أهل مدينة القيروان بالعسس حولها والمبيت في الأخبية المضروبة جوارها. وجدد زيادة الله الحشد ورغب الناس بالأموال وفيها توفي محمد بن أبي الهيثم اللؤلؤي الفقيه، ولي قهرب الحجارة في شعبان.
وفي سنة ٢٩٥، خرج زيادة الله إلى مدينة تونس في شهر محرم (ليحاول أموره فيها.) . (وفيها استسقى القاضي أبو العباس بن جيمال بالناس يوم الاثنين لست خلون من شهر ربيع الآخر. وفيها عزل ابن الوليد عن الصلاة وولى