منهم كسيلة بن لمزم وبنو يسور ومزدانة ملك السوس وملك مبورقة ومتورقة ومن أولاد الكاهنة ومائة من وجوه ملوك الأندلسيين وعشرون ملكاً من ملوك المدائن التي افتتحها بأفريقية وخرجوا معه بأصناف ما كان في كل بلد من طرفها حتى انتهى إلى مصر فلم يبق بها فقيه ولا شريف إلا وصله وأعطاه ثم خرج من مصر متوجها إلى فلسطين فتلقاه آل روح بن زنباع ونحروا له خمسين بعيراً ثم خرج وترك لهم عندهم بعض أهله وصغار ولده فأعطى آل روح بن زنباع عطاء جزلا ثم وافاه كتاب الخليفة الوليد بن عبد الملك يأمره بشد السير إليه ليدركه في قيد الحياة وكان مريضاً ووفاه كتاب من سليمان بن عبد الملك ولي عهد أخيه الوليد يأمره بالتأني والتربص فأسرع موسى ولم ينظر في كتاب سليمان إلى أن وصل إلى الوليد قبل موته بثلاث أيام فقال سليمان:(لئن ظفرت به لأصلبنه) فدفع موسى الأموال والمائدة والدر والياقوت والتيجان والذهب والفضة إلى الوليد بن عبد الملك. وقال المسعودي في كتابه (عجائب البلاد والزمان) قال: لما فتح طارق طليطلة وجد بها بيت الملوك ففتحه فوجد فيه زبور داود - عم - في ورقات الذهب مكتوباً بماء ياقوت محلول من عجيب العمل الذي لم يكد ير مثله ومائدة سليمان - عم - وقد تقدم وصفها ووجد فيه أربعة وعشرين تاجاً منظمة بعدد ملوك القوطيين بالأندلس: إذا توفي أحدهم جعل تاجه بذلك البيت وفعل الملك بعده لنفسه غيره جرت عوائدهم على ذلك ووجد فيه قاعة كبيرة مملوءة بإكسير الكيمياء فحمل ذلك كله إلى الوليد بن عبد الملك. وفي سنة ٩٦ توفى الوليد بن عبد الملك في جمادى الأخير وولي الخلافة سليمان فغضب على موسى غضباً عظيماً وأمر عليه فأوقف في يوم شديد الحر في الشمس وكان رجلاً بادناً ذا نسمة فوقف حتى سقط مغشياً