واختياره اليمانية لنصرته، وتشريده المضرية وكان له غزوات ومواقعات؛ وعبد الرحمن بن حبيب أمير أفريقيا كذلك، في حروب ووقائع البربر.
وفي سنة ١٣١ كان استيلاء أبي مسلم على خراسان، وعامل مصر وأفريقيا والأندلس على ما كان عليه قبل ذلك. وفيها بني عبد الرحمن بن حبيب سور مدينة طرابلس، وانتقل الناس إليها من كل مكان.
وفي سنة ١٣٢ كانت الوقعة التي هزم فيها الأمويون مع أبي هريرة، وفتح العباسية للكوفة. ثم اتصلت الولايات العباسية والفتوح للبلاد الشرقية وخروجها عن الأموية واحدا من بعد واحد. فقلت مروان بن محمد الجعدي في هذه السنة، وانقطعت الدولة الأموية. وكانت دولتهم ٩١ سنة وتسعة أشهر وخمسة أيام وهم أربعة عشر رجلا: منها أيام ابن الزبير تسع سنين واثنان وعشرون يوما. ثم تفرقت بنو أمية في البلاد هربا بأنفسهم، وهرب عبد الرحمن ابن معاوية إلى الأندلس. فبايعه أهلها وتجددت لهم بها دولة استمرت إلى بعد الأربعة والعشرين والأربعمائة. فانقطعت دولتهم ست سنين أو نحوها، من هذه السنة إلى حين دخول عبد الرحمن الأندلس. وجددها في سنة ١٣٧. فإن صح أن عهد عبد الرحمن بن حبيب، صاحب القيروان وأفريقية من قبل بني أمية، وصل إلى يوسف بن عبد الرحمن المتغلب على الأندلس، الذي أدخل عبد الرحمن إليها وهو أميرها، فعلى هذا، كانت لهم دولة متصلة بالأندلس. فتأمل هذا فإن إن صح بكته غريبة وفائدة عجيبة قال أبو محمد بن حزم: انقطعت بني أمية. وكانت على علاتها دولة عربية، لم يتخذوا قاعدة ولا قصبة. وإنما كان سكني كل أمير منهم في داره وضعيته التي كانت له قبل خلافته، ولا كلفوا المسلمين أن يخاطبوهم بالعبودية والملك ولا تقبيل يد ولا رجل، وأما كان غرضهم التولية والعزل في أقاصي البلاد؛ فكانت عمالهم وولاتهم في الأندلس، وفي الصين، وفي