سداك وهي قاعدة خلوف بن محمد المغيلي ثم إلى فاس. فذلك سبع مراحل. وفي هذه السنة توفي أسد بن الفرات في رجب منها وهو محاصر لسرقوسة فلما توفي، هربت رهن الروم التي كانت عنده ووقع الموت في عسكر المسلمين، فاغتنموا لذلك، وولوا على أنفسهم الجراوي.
وفي سنة ٢١٤ توفي القاضي أبو محرز الكلابي. وفيها وصل من الأندلس إلى صقلية نحو ثلاثمائة مركب، فيها أصبغ بن وكيل المعروف بفرغلوش. وبلغ المسلمين المحصورين بها خير وصولهم، فاستغاثوا بهم، فودعهم بالغوث.
وفي سنة ٢١٥، كان غزو فرغلوش الواصل في المركب إلى صقلية هو والوقاد الذين معه، فأخذا القلاع، وسبقوا، وغنموا في بلاد الروم. ثم سألوا إغاثة من كان من المسلمين بها، فأجابوهم إلى ذلك على أن يكون أمر الناس إلى فرغلوش فساروا إلى ذلك وأخذوا في طريقهم القلاع وأغاروا حتى انتهوا إلى ميناو. فخرج مخنق من كان بها من مسلين، وحرقوا المدينة وهدموها، وانتقلوا عنها. وسار المسلمون إلى غلواليه، فحصروها وتغلبوا عليها.
واعتل جماعة من المسلمين بها وأخذ الوباء ومات فرغلوش وغيره من القواد فرحل المسلمون وركب العدو أثرهم، فقتل منهم خلق كثير في خبر طويل ثم أخذوا في إصلاح مراكبهم قافلين إلى الأندلس.
وفيها ولي سعيد بن إدريس مدينة نكور.
وفي سنة ٢١٦ كانت وقيعة بين مطبق السلمي وإسماعيل بن الصمصامة بإفريقيا فتقاتلا بما من معهما فهزم مطبق وقتل ونهزم أصحابه أبو فهر صقلية.
وفي سنة ٢١٧ توجه أبو فهر محمد بن عبد الله التميمي من إفريقيا إلى صقلية وهرب عثمان بن عرقب عنها.