للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنة ٢١٨ قام بمدينة تونس فضل بن أبي العنبر بعد هزيمته لخليل زيادة الله، فضبطها لنفسه. وسار إليه أبو فهر بن عبد الله بن الأغلب في جيش كثيف حتى افتتحها وقتل فيها عباس بن الوليد الفقيه الصالح.

وفي سنة ٢١٩ أمن زيادة الله كل من طلب الأمان ممن تلفت من تونس وخرج عنها وقت دخول أبي فهر لها. فأمنهم وسكنت أحوالهم وكان فيهم عبد الرحمن وعلي ابنا أبي سلمة وأبو العزاف كانوا شعراء فصحاء فأنش عبد الرحمن مديحا له فيه فلما أنقض إنشاده قام يعقوب بن يحيا الشاعر يحرض زيادة الله على بني أبي سلمة وأبي العزاف بهذه الأبيات وأوفر:

تسمع أيها الملك المعان ... قوافي في معانيها البيان

يتم أمان من الخضب العوالي ... وليس لشاعر أبدا أمان

لأن قوافي الأشعار تبقى ... على الأيام ما بقى الزمان

وقد يرجى لجرح السيف برءٌ ... ولا برءٌ لما جرح اللسان

فلم يلتفت زيادة الله إلى قوله وأمضى لهم أمانهم وقال لأبي العزاف: ما منعك أن تستأمن إلينا قبل هذا الوقت؟ قال: أيها الأمير كنت مع قوم حمقى يولون كل يوم واليا ويعزلون آخر. فرجوت أن تكون لي معهم دولة، فضحك زيادة الله وقال: لقد عفوت عنك

وفي سنة ٢٢٠ ولي أحمد بن أبي محرز قضاء أفريقية وفيها غزى محمد ابن عبد الله بن الأغلب صقلية. فالتقى بالمشركين فانهزموا أمامه. وانصرف بالغنائم إلى بسلوم. وكانت بصقلية في هذه السنة غزوات كثيرة للمسلمين برا وبحرا وكذلك بالأندلس.

وفيها وصل ابن الأغلب إلى بسلوم قاعدة صقلية واليا عليها، في رمضان، بعد أن رأى شدة في البحر وعطبت له مراكب وحطمت له أخرى

<<  <  ج: ص:  >  >>