وأصاب له النصارى حرّاقة من مراكبه. وجاهدهم محمد بن السندي في حراقات فاتبعهم حتى حال الليل بينهم.
وفي سنة ٢١ ٢، توفي قاضي صقلية ابن أبي محرز. وكان قد أوصى أخاه عمران أن يكتكم موته حتى يكفنه ويصلي عليه، خوفا أن يكفنة زيادة الله ويصلي عليه، ففعل عمران ذلك. فلما حمل نعشه وخرج به من داره أقبل خلف الفتى يمسك كثير وأكفان من قبل زيادة الله فقال له عمران: قد كفناه: فذر خلف المسك الذي كان معه عليه وحمل إلى المصلى حضر زيادة اله دفنه وعزى أخاه عنه وقال: يا أهل القيروان لو أراد الله بكم خيرا لما خرج ابن ابي محرز من بين أظهركم. وكان زيادة الله يقول: ما أبالي ما قدمت عليه يوم القيامة وفي صحيفتي أربع حسنات: بنياني المسجد الجامع بالقيروان وبنياني قنطرة أبي الربيع، وبنياني حصن مدينة سوسة ونوليتي أحمد بن محرز قاضي أفريقية، وولي القضاء بعده ابن أبي الجواد.
وفي هذه السنة، ابتدأت الفتنة بسلجمانة بين ميمون وأخيه ابني المنتصر ابن اليسع.
وفي سنة ٢٢٢ كانت غزوة صقلية للمسلمين إلى ناحيو جبل النار، فأصابوا وغنموا وقفلوا سالمين غانمين. وفيها فتح المسلمون حصن مدنار ومعاقل كثيرة في غزوة للفضل بن يعقوب، أغزاه أبو الأغلب، وغزوة أخرى لعبد السلام بن عبد الوهاب، أغزاه أيضا إياها أبو الأغلب، فخرج إليه العدو فانهزم المسلمين وأصيب منهم جماعة وأسر عبد السلام حتى فدي بعد ذلك.
وفي سنة ٢٢٣ توفي زيادة اله بن إبراهيم بن الأغلب صاحب أفريقية، يوم الثلاثاء لربع عشرة ليلة خلت من رجب وهو ابن إحدى وخمسين سنة. فكانت ولايته إحدى وعشرين سنة، وسبعة أشهر وثمانية أيام.