علمنا فيها اختلافا فأبو حنيفة يجعله بالظاء ومالك يجعله بالضاد) فعجب الحاضرون من قوله وكان عقيما لا يولد له. وكان مظفرا فيء حروبه.
وفي سنة ٢٢٧، توفي أبو محمد عبد الله بن أبي حسان اليحصبي فقيه أفريقية، ولقي مالك، وسمع منه. وسأله زيادة اله في النبيذ، فقال له:(كم دية العقل؟) قال: (ألف دينار) قال: (أصلح الله الأمير يعمد الرجل إلى ما قيمته ألف دينار، فيبعه بنصف دسهم فقبل له: (أنه يعود ويرجع) فقال: (أصلح الله الأمير! بعد كشفه سوئته، وإبداءه عورته وضرب هذا وشتم هذا) وفي سنة ٢٢٨، كانت أفريقية هادئة ساكنة قال عريب وغيره لم يكن في أفريقية هذه السنة خبر يذكر ولا في السنتين بعدها.
وفي سنة ٢٣٠ توفي بهلول بن عمرو بن صالح الفقيه، سمع من مالك وطبقته.
وفي سنة ٢٣١ كانت ثورة أحمد بن الأغلب عل أخيه محمد واستيلائه عليه، وذلك أن أحمد تواعد مع جملة من الموالي إلى موضع، فتوافوا هنالك وقت الظهيرة، فقصدوا إلى مدينة القصر القديم، وقد خلى الباب من الرجال فدخلوا، وأغلقوا الباب، ثم ساروا حتى أغلقوا لأبواب الأُخر. ثم هجموا على أبي عبد الله بن علي بن حميد الوزير فأمر أحمد فضربت عنقه ووقع القتال بين رجال محمد بن الأغلب وبين رجال أحمد بن الأغلب وجعل أصحاب أحمد يقولون لأصحاب محمد:(ما لكم تقاتلوننا! نحن في طاعة محمد ابن الأغلب. إنما قمنا على أولاد علي بن حميد الذين أفقروكم واستولوا على أموال مولاكم دونكم وإما نحن في الطاعة) لما سمعوا ذلك، أوقفوا عن القتال، ولما نظر محمد إلى ما دهمه من غير استعداد، قعد في مجلسه الذي يقعد فيه للعامة، وأذن لأخيه أحمد والرجال الذين معه في الدخول عليه.