كتاب السر المصون على كشف الظنون - قطعة منه

(٨٣٩) البحور الزاخرة في علوم الآخرة - علم البديع - ص: 222

[علم البديع]

هو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية المطابقة لمقتضى الحال، ووضوح الدلالة. وموضوعه: اللفظ البليغ من حيث ان له توابع، وثمرته: إظهار رونق الكلام حتى يلج الآذان بغير إذن، ويتعلق بالفؤاد من غير حضّ، وواضعه: عبد الله بن المعتزّ العباسي (١) وضعه سنة ٢٧٤. وكان جملة ما جمع من أنواعه سبعة عشر نوعا. وتلاه قدامة الكاتب (٢) فأبلغها إلى ثلاثين نوعا. ثم أوصلها أبو هلال العسكري (٣) إلى سبعة وثلاثين. وجمع ابن رشيق (٤) مثلها. وتلاهما التيفاشي (٥) فبلغ بها السبعين ثم تصدّى لها ابن أبي الإصبع (٦) فأوصلها إلى التسعين. ثم نظم الشيخ صفي الدين الحلّي (٧) «بديعيّة» ذكر منها مائة (٨) وخمسين نوعا. وإذا ضمّ إليها ما استخرجه علماء الهند من الأنواع التي ذكرها العلامة آزاد (٩) في «سبحة المرجان» بلغت نيّف ومائتين (١٠) نوعا.

قال الشوكاني (١١): وقد أخبرنا بعض علماء الديار القاصية انها قد انتهت عندهم إلى

---

(١) ابن المعتز عبد الله بن محمد المعتز بالله بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد العباسي الشاعر المبدع كان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم صنف كتبا كثيرة منها «البديع-ط» خليفة يوم وليلة، قيل مات قتلا، وفاته (٢٩٦ هـ /٩٠٩ م) انظر حاجي خليفة، كشف الظنون،١/ ٢٢٣؛ الزركلي، الأعلام،٤/ ١١٨.
(٢) هو قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد البغدادي الكاتب ممن جالس المبرّد وثعلبا، وفاته (٣٣٧ هـ /٩٤٨ م) انظر الزركلي، م. س،٥/ ١٩١.
(٣) أبو هلال العسكري الحسن بن عبد الله بن سهل اللغوي صاحب كتاب «الصناعتين: النظم والنثر-ط» المتوفى (بعد ٣٩٥ هـ /بعد ١٠٠٥ م) انظر، الزركلي، م. س،٢/ ١٩٦.
(٤) ابن رشيق الحسن بن رشيق أو الحسن بن علي بن رشيق القيرواني اللغوي الأديب صاحب كتاب «العمدة في صناعة الشعر ونقده-ط» المتوفى عام (٤٦٣ هـ /١٠٧١ م) انظر الزركلي، م. س،٢/ ١٩١.
(٥) التيفاشي أحمد بن يوسف شرف الدين القيسي، من أهل تيفاش من قرى قفصه بافريقية، عالم أديب، توفي بالقاهرة عام (٦٥١ هـ /١٢٥٣ م) انظر الزركلي، م. س،١/ ٢٧٣.
(٦) ابن أبي الإصبع عبد العظيم بن عبد الواحد البغدادي المصري، شاعر من العلماء بالأدب له تصانيف منها «تحرير التحبير-ط» في البديع، وفاته بمصر (٦٥٤ هـ /١٢٥٦ م) انظر الزركلي، م. س،٤/ ٣٠.
(٧) الحلي عبد العزيز بن سرايا بن علي صفي الدين الحلي ولد ونشأ (بالحلّة بين الكوفة وبغداد، شاعر عصره له تصانيف منها بديعية سماها «الكافية البديعية» وفاته (٧٥٢ هـ /١٣٥١ م) وقيل (٧٥٠ هـ /١٣٤٩ م) انظر، الزركلي، م. س،٤/ ١٧؛ كحاله، معجم المؤلفين،٥/ ٢٤٧.
(٨) كذا في الأصل (مائة) والصواب (مائة).
(٩) هو غلام علي آزاد بن السيد نوح الحسيني الواسطي، مؤرخ اديب من أعيان الهند المتوفى عام (١١٩٤ هـ /١٧٨٠ م) من تصانيفه «سبحة المرجان في آثار هندستان-ط» انظر الزركلي، الأعلام،٥/ ١٢١.
(١٠) كذا في الأصل (نيف ومائتين نوعا) والصواب بالنصب (نيفا ومائتي نوع).
(١١) الشوكاني محمد بن علي بن عبد الله بن الحسن الخولاني ثم الصنعاني أبو عبد الله عالم بالتفسير والحديث والأدب