على ما عند حاجي خليفة، وأفضل ملاحظاتي كالتالي:
أولا: في المقدمة: كان المؤلف ناقلا عن غيره بصورة تكاد تكون حرفية فمقدمته مأخوذة عن مقدمة كتاب «إحياء علوم الدين» للإمام الغزالي. بالنسبة للعلم وتعريفاته وفضله. وقد اعتمد المؤلف على مقدمة كتاب «كشف الظنون» في بيان أنواع العلوم وتقسيمها من جهة موضوعاتها.
ثانيا: في المتن: كان ناقلا عن الكشف بنسبة كبيرة وكذلك عن كتابي البغدادي «ايضاح المكنون» و «هدية العارفين» مما يجعلنا نشعر بضئالة الجديد الذي أتى به ومعظمه كتب بالتركية أو الفارسية ويجهل أسماء مؤلفيها أو يورد الاسم مختصرا.
ثالثا: كثيرا ما يذكر اسم الكتاب مجتزئا غير كامل وكذا اسم المؤلف، أو يذكر اسم الكتاب ولا يبين مؤلفه وأسوق أمثله على ذلك، من الصفحة ٤٥ من الأصل كالتالي:
أولا: «إبطال القول بالتوليد» للإمام العلامة عبد القاهر … المتوفي
ثانيا: «إبطال الكلام النفساني» للإمام العلامة
ثالثا: «أبكار الأفكار … » للعلامة ابن أبي الفوارس.
من هذا النموذج شيء كثير أورده المؤلف ونكتفي بما سقنا من أمثلة، ولكن ما لفت نظري ووضعني في موقف حائر إزاءه، موقفه من ابن تيمية وأحسبه لا يتفق معه في أفكاره، فلم يورد اسمه أمام كل كتاب ذكره له. وأسوق مثالا على ذلك ما ورد في الصفحة ٥٦ من الأصل:
«إثبات المعاد» للشيخ الإمام العلامة أحمد … بن تيمية المتوفي سنة … وهكذا في كل كتب ابن تيمية، فهذا العالم الكبير الذي كانت له مواقف جريئة قد نتفق معه في بعضها ونختلف في البعض الآخر لا يعقل أن يكون مجهولا من عالم كالمؤلف يفترض به أن يتحلى بالروح العلمية.
رابعا: لقد ورد لدى المؤلف في آخر صفحات المخطوطة والتي تحمل رقم ٢٠٨ أن عدد الكتب المذكورة أسماؤها في هذا الجزء ألف وستة وعشرون كتابا، بينما عدد الكتب الواردة هو ١٠٣٩ كتابا منها أربعة كتب مشطوبة في الأصل وقد أثبتها وأشرت إلى شطبها في الحاشية فيكون عدد الكتب الواردة فيه ١٠٣٥ كتابا.
[عملي في تحقيق المخطوطة]
بتحقيق هذا الكتاب أطمح بخطوة متميزة تجري على درب معبّد في مجال تحقيق تراثنا العربي، ولم يكن هدفي تحقيق نص من نصوص كتب التراجم فقط مع أنه الواجب الأساسي وإنما هدفي إغناء النص ليصبح متكاملا يزهو بالأطايب والألوان والعبق الذكي لذلك توسعت