للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بمجرد التقليد والسماع، إذ اكتفي رسول الله من اجلاف العرب بالتصديق والإقرار من غير تعلّم دليل وأما الفعل: فمتى دخل وقت صلاة وجب عليه تعلّم الطهارة والصلاة، فإذا أدرك رمضان وجب عليه تعلّم الصوم، فإن تجدّد له مال أو كان له مال لزمه تعلّم ما يجب عليه من الزكاة عند تمام الحول. وأما الحج فلا يلزمه المبادرة إلى تعلّمه لأنه على التراخي.

وأما التروك (١) فيجب تعلم علم ذلك بحسب ما يتجدّد عليه من الأحوال، ويختلف ذلك باختلاف حال الشخص. أما فرض الكفاية: فهو كل علم لا يستغنى عنه في قوام أمور الدنيا كالطب والحساب، بل وأصول الصناعات، كالفلاحة والحياكة والسياسة والحجامة والخياطة إلى غير ذلك.

[فصل: في تقسيم العلم من جهة موضوعاته.]

أعلم أن للأشياء وجودا في أربعة مراتب: في الكتابة، والعبارة، والأذهان، والأعيان.

فالعلم المتعلق بالثلاث الأول آلي البتّة. وأما العلم المتعلق بالأعيان: فإما عملي أو نظري، ثم أن كلاّ منهما: إما علم شرعي، أو علم حكمي، فهذه أصول سبعة، ولكل منها أنواع، ولأنواعها فروع يبلغ الكل إلى مائة (٢) وخمسين نوعا.

[الأصل الأول: علم الخط وفروعه]

علم ادوات الخط، علم قوانين الكتابة، علم تحسين الحروف، علم كيفية تولّد الخطوط عن أصولها، علم ترتيب حروف التهجي، علم تركيب أشكال بسائط الحروف، علم املاء الخط العربي، علم خط المصحف، علم خط العروض.

[الأصل الثاني: العلوم المتعلقة بالألفاظ،]

وهي علم مخارج الحروف، علم اللغة، علم الوضع، علم الاشتقاق، علم التصريف، علم النحو، علم المعاني، علم البيان، علم البديع، علم العروض، علم القوافي، علم قرض الشعر، علم مبادئ الشعر، علم الإنشاء، علم مبادئ الإنشاء وأدواته: علم المحاضرة، علم الدواوين، علم التواريخ.


(١) التروك: بمعنى ترك الشيء وعدم الإتيان به تفسره القاعدة (اعتقاد وفعل وترك) أي الأمور التي ينبغي أن يدعها الإنسان.
(٢) كذا في الأصل والصواب (مائة).

<<  <   >  >>