للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣ - نشأة المؤلف]

هو جميل بن مصطفى بن محمد حافظ بك بن عبد الله باشا بن فارس بك بن الجد الأعلى ابراهيم باشا العظم، ولد بمدينة دمشق (١) عام (١٢٩٠ هـ /١٨٧٢ م) بينما يجعل الزركلي ولادته في الآستانة (٢) وإنه عاد بعد وفاة والده إلى دمشق وكان له من العمر خمس سنوات. وقد نشأ المؤلف في بيئة صالحة وتلقى علومه في المدارس الحكومية، ولازم حلقات العلم، وأخذ من العلوم العربية وآدابها نصيبا وافرا، واتقن اللغات التركية والفارسية والعربية، يساعده في ذلك ذكاء وافر وحب للعلم، ولم يصلنا من المراجع المتوفرة شيء عن أسماء شيوخه، ولكنه كان يجمع إلى العلم شاعرية مبدعة صقلتها نفس كبيرة لاقت من المعاناة الشيء الكثير وقد عاشت ظروف العصر السياسية إبان النهضة الحديثة والتحرر من الحكم التركي والثورة على المستعمرين الأوروبيين الجدد كما اكتوت بنار الفقر والعوز وشدة الحاجة وهو يعيش ضمن أسرة مترفة غنية. وقد أثرت فيه هذه المعاناة فكان يصوغ ما يعتلج في نفسه الكبيرة شعرا يعبر عما في هذه النفس من نقمة أو عتب (٣).

لقد عمل العظم في مديرية المعارف في دمشق ثم ذهب إلى الآستانة فعين عضوا في مجلس المعارف ثم تبادل الوظيفة مع ابن عمه واصل بك المؤيد العظم حيث أصبح محاسبا للمعارف في ولاية بيروت. وكان معروفا باتقانه لكتابة الخطوط الجميلة وقد أخذ ذلك عن أشهر الخطاطين في عصره.

[٤ - وطنيته وشعره]

رافق العظم القضية الوطنية منذ بزوغها وكان على اتصال مع الساسة والزعماء في مصر، التي سافر إليها أثناء الحرب العالمية الثانية، وعمل مع ابن عمه الزعيم السياسي رفيق بك العظم (٤) وابن عمه الثاني حقي بك العظم (٥) في طلب الاستقلال الإداري للبلاد العربية، ثم عاد إلى بيروت بعد زوال العهد التركي وتزوج من ابنة عمه بدرية بنت علي حافظ بك العظم ومن سيدة تركية كانت تعمل معلمة في بيروت، ثم اقترن بسيدة بيروتية.


(١) الزركلي، م. س،٢/ ١٣٨.
(٢) ادهم آل جندي، م، س،٢/ ١٢٤ باختصار.
(٣) هو رفيق بن محمود بن خليل العظم، شاعر مجيد ووطني بارز مكثر من التأليف ولادته ووفاته (١٢٨٤ - ١٣٤٣ هـ / ١٨٦٧ - ١٩٢٥). الزركلي، م. س،٣/ ٣٠.
(٤) و (٥) هو حقي بن عبد القادر المؤيد العظم، اداري، سياسي، وكاتب ولادته ووفاته (١٢٨٢ - ١٣٧٤ هـ /١٨٦٥ - ١٩٥٥ م). الزركلي، م. س،٢/ ٢٦٥.

<<  <   >  >>