للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللهو. وقال بعض العلماء: خذوا من الدنيا ثلاثا: من الكنوز: العلم، ومن الزاد: التقوى، ومن الأعمال: العبادة. ومما جاء في فضيلة التعليم قال تعالى: ﴿ولينذروا قومهم إذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون﴾ [التوبة،٩/ ١٢٢] وقال ﷿: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيّنّنه للناس ولا تكتمونه﴾ (١) وإلى ذلك أشار بقوله: «إن الله لم يأخذ الميثاق على الجاهل أن يتعلّم حتى أخذ الميثاق على العالم أن يعلّم» (٢) وقال تعالى: ﴿ومن أحسن قولا ممنّ دعا إلى الله وعمل صالحا﴾ [فصلت،٤١/ ٣٣] وقال تعالى: ﴿أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة﴾ [النحل،١٦/ ١٢٥] وقال : «من تعلّم بابا من العلم ليعلّم النّاس أعطي ثواب سبعين صدّيقا» (٣) وقال : «إنّ الله سبحانه وملائكته وأهل سماواته وأرضه حتى النّملة في حجرها وحتى الحوت في البحر ليصلّون على معلّم النّاس الخير» (٤). وقال : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث، علم ينتفع به» الحديث (٥) وقال عمر من حدّث حديثا فعمل فله مثل أجر من عمل ذلك العمل. وقال بعض العلماء: علّم علمك، وتعلّم علم غيرك فإذن أنت علمت ما جهلت، وحفظت ما علّمت.

[فصل في علم الله تعالى، وعلم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.]

أعلم أن علم الإنسان لا يقترن بعلم الله تعالى ولا يحمل عليه، ولا يتّصف به، ولا يضاف إليه ولا هو منه في رسم ولا وسم سوى مشاركة في الاسم من غير تناسب ولا تقارب. لأن علم المخلوقين إنما يكون بالتعلّم والتبصّر والتذكر، والتدبّر، وأخذ البعض عن البعض، لذلك وقع الاختلاف وتفرّقت المذاهب وتشعّبت الطرق، وتباينت الفرق.

وعلم الله سبحانه هو الذي سبق جميع المعلومات قبل كونها، وتقدّم جميع الموجودات قبل ثبوت عينها. فجميع الأشياء كلها مستفادة من علم الله تعالى لأنه سابق لها.

وعلم الإنسان مستفاد من الأشياء لأنها سابقة له، ألا ترى إلى قوله تعالى: ﴿وعلّم آدم﴾


(١) آل عمران،٣/ ١٨٧ وتمامها فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون.
(٢) لم اجده بهذا اللفظ واخرج أبو نعيم من حديث ابن مسعود بنحوه. الغزالي، احياء علوم الدين ١/ ٩ حاشية العراقي.
(٣) رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس بسند ضعيف، وهو من حديث ابن مسعود. انظر الغزالي، إحياء علوم الدين،١/ ١٠، حاشية العراقي.
(٤) أخرجه الترمذي من حديث أبي أمامة الباهلي وقال: هذا حديث حسن غريب، صحيح. انظر سنن الترمذي،١٥٤/ ٤، أبواب العلم.
(٥) أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، انظر، ابن الأثير، جامع الأصول،١١/ ١٨٠ بلفظ (إذا مات الانسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) من حديث أبي هريرة، كما جاء بلفظ (إذا مات ابن آدم … ) انظر محمد السعيد زغلول، موسوعة أطراف الحديث،١/ ٤٠٤.

<<  <   >  >>