للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس للأشاعرة أقوال متميزة فيما يتعلق بأسماء الله تعالى في الجملة، وما يقع من خلاف في بعض مسائلها قد يشاركهم فيه غيرهم، ولذلك فلا داعي للاطالة في مباحث هذه المسألة، ويمكن الإشارة إلى أمرين:

أحدهما: ما وافق فيه جمهور الأشاعرة جمهور السلف، ومن ذلك قولهم:

١- أن أسماء الله تعالى توقيفية، وقد ذكر ذلك غالب الأشاعرة، وخالف فيه الباقلاني (١) . بل بعض من ذكر أنها توقيفية خالف في ذلك عمليا فذكر بعض الأسماء التى لم ترد في الشرع- كما سيأتي-.

٢- أن أسماء الله تعالى ليست جامدة، ولذلك حرص العلماء على شرحها، وبيان معانيها وذكر ما دلت عليه من صفات لله تعالى، وقد رد شيخ الاسلام وأغلظ على ابن حزم الذي زعم أن أسماء الله بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على معنى (٢) .

٣- أن أسماء الله تزيد على التسعة والتسعين، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة، خلافا لابن حزم وطائفة. وما ورد من ذكر تعداد التسعة والتسعين

فهو من ادراج بعض الرواة (٣) . والحديث بأصله، وبزياداتهـ لو صحت-


(١) انظر: المقصد الأسنى للغزالي (ص: ١٦٧) ، وشأن الدعاء (ص: ١١١) ، ولوامع البينات للرازي (ص: ٣٦) ، وانظر: المجرد لابن فورك (ص: ٤٢) .
(٢) انظر: شرح الأصفهانية (ص: ٧٦-٧٧) - ت مخلوف-.
(٣) انظر: مجموع الفتاوى (٦/٣٧٩-٣٨٢، ٢٢/٤٨١-٤٨٦) ، ودرء التعارض (٣/٣٣٢) . وحديث "إن لله تسعة وتسعين إسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة" منفق عليه: البخاري، كتاب الشروط، باب ما يجوز من الاشتراط، ورقمه (٢٧٣٦) (الفتح ٥/٣٥٤) ، وكتاب الدعوات، باب لله مئة اسم غير واحدة، ورقمه (٦٤١٠) الفتح (١١/٢١١) ، وكتاب التوحيد، باب إن لله مئة اسم إلا واحدة، ورقمه (٧٣٩٢) (الفتح ١٣/٣٧٧) . ومسلم كتاب الذكر والدعاء، باب في أسماء الله تعالى، ورقمه (٢٦٧٧) .
أما الرواية التي فيها تعداد الأسماء فقد رواها الترمذي، أبواب الدعوات، ورقمه (٣٥٧٤) في طبعة عمان و (٣٥٠٧) في ط إبراهيم عطوة. وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب أسماء الله ورقمه (٣٨٦١) ، وابن حبان ورقمه (٨٠٥، ٨٨-٨٩) من الإحسان، والحاكم (١/١٦-١٧) ، والبغوي في شرح السنة (٥/٣٢) ، والبيهقي في الجامع لشعب الايمان (١/٢٧٧) وفي الأسماء والصفات (ص: ٥) . وهي روايات ضعيفة، وقد رجح العلماء أن تعداد الأسماء من إدراج بعض الرواة، انظر: فتح الباري (١١/٢١٥) ، =

<<  <  ج: ص:  >  >>