للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أولا: عصر الأشعري]

عاش أبو الحسن الأشعري-رحمه الله- بين سنتي ٢٦٠ هـ- ٣٢٤ هـ- على الأرجح، وعاش في البصرة وبغداد في العراق، بلد الخلافة العباسية التي بقيت داخلة تحت حكمهم إلى أن شطت الخلافة سنة ٦٥٦ هـ.

ويتميز عصر الأشعري بما يلي:

١- ضعف الدولة العباسية، بسبب ضعف الخلفاء، الذي بدأ في عهد الخليفة أبى إسحاق محمد المعتصم بالله [خلافته: ٢١٨- ٢٢٧ هـ] ، وذلك حين بدأ نفوذ الأتراك يزداد لما اكثر منهم، حتى ضاقت فيهم بغداد فبنى لهم سامراء (١) التى أصبحت عاصمة الخلافة وكان ذلك سنة ٢٢١ هـ، وقد استمرت عاصمة للخلفاء من بعده إلى أن تحول عنها الخليفة أبو العباس أحمد المعتمد على الله [خلافته: ٢٥٦- ٢٧٩ هـ] ، حيث استقرت دار الخلافة مرة أخري في بغداد (٢) .

وهؤلاء الأتراك- الذين أصبحوا جند الخلافة- أصبح نفوذهم كبيرا حتى أنهم صاروا ينصبون من يشاءون ويعزلون أو يقتلون من يشاءون من الخلفاء، وكان الوزير هو الذي يتولى تدبير شؤون البلاد، وليس للخليفة إلا الاسم. وقد عاصر أبو الحسن الأشعري ستة من الخلفاء أولهم المعتمد على الله وآخرهم أبو العباس أحمد الراضي بالله [خلافته: ٣٢٢- ٣٢٩ هـ] .

٢- كما يتميز عصره ببعض القلاقل والأحداث من أهمها ثورة الزنج التي


(١) سامراء أو سر من رأى، بلدة على نهر دجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا، بين بغداد وتكريت، وقد خربت ولم يبق فيها إلا سرداب الشيعة حيث ينتظر الشيعة خروج مهديهم منه، انظر: الأنساب للسمعاني (٧/١٤) ، ومعجم البلدان (٣/١٧٣) ، والروض المعطار (ص٣٠٠) .
(٢) انظر: العالم الاسلامي في العصر العباسي (ص: ٣٢٣) ومابعدها، والكامل (٧/٤٥٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>