للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - يذكر شيخ الإسلام أن الأشعري من مثبتة الصفات الخبرية، ويرد على الذين يزعمون أن له فيها قولين، يقول: " وأما الأشعري نفسه وأئمة أصحابه فلم يختلف قولهم في إثبات الصفات الخبرية، وفي الرد على من يتأولها، كمن يقول: استوى بمعنى استولى، وهذا مذكور في كتبه كلها كالموجز الكبير، والمقالات الصغيرة، والكبيرة، والإبانة، وغير ذلك، وهكذا نقل سائر الناس عنه، حتى المتأخرون كالرازي والآمدي، ينقلون عنه إثبات الصفات الخبرية، ولا يحكون عنه في ذلك قولين، فمن قال: إن الأشعري كان ينفيها، وإن له في تأويلها قولين فقد افترى عليه، ولكن هذا فعل طائفة من متأخري أصحابه كأبي المعالي ونحوه فإن هؤلاء أدخلوا في مذهبه أشياء من أصول المعتزلة" (١) ، كما دافع عن الأشعري فيما نسب إليه من أنه يقول: إن الله لم يكن قادراً على العل في الأزل " وبين شيخ الإسلام أن " من يبغض الأشعري ينسب إليه هذا، لتنفر عنه قلوب الناس " (٢) ، وكثيراً ما يشير شيخ الإسلام إلى أنه أقرب إلى السلف من كثير ممن أتى بعده (٣) ، وكثيراً ما ينقل من كتب الأشعري، ويستشهد بأقواله (٤) .

[ب - الباقلاني والجويني]

يرى شيخ الإسلام أن الباقلاني فحل الطائفة الأشعرية (٥) ، ويقول عنه: إنه " أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري، ليس فيهم مثله، لا قبله ولا بعده ... " (٦) ، ويذكر عنه أنه " أكثر إثباتاً بعد الأشعري في الإبانة " (٧) .


(١) المسألة المصرية في القرآن - مجموع الفتاوي (١٢/٢٠٣) .
(٢) درء التعارض (٢/٢٦٤) .
(٣) انظر: شرح الأصفهانية (ص: ٧٧-٧٨) ، ودرء التعارض (٢/٣٠٨) .
(٤) انظر مثلاً: القاعدة المراكشية (ص: ٦٧-٧١) ، - ط دار طيبة - ونقض التأسيس المطبوع (٢/٥٣٣-٥٣٤) ، ومجموع الفتاوي (٤/٢٥٧) ، ودرء التعارض (١/٢٥٦-٢٦١) ، والتسعينية (ص: ٤١) .
(٥) انظر: التسعينية (ص:١٨٩) .
(٦) الحموية، مجموع الفتاوي (٥/٩٨) .
(٧) مجموع الفتاوي (٥/٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>