للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- في ضمن مهامهـ على معاملة التجار الواردين إليه بالعدل والرفق، وأن لايسلك بهم حالة تجلب لهم القلق والتظلم (١) .

وكانت تتم أحيانا معاهدات- مع النصارى- تتضمن ما يتعلق بالأمور التجارية، وكان حكام المماليك في موقف الأقوى- خاصة بعد نهاية الحروب الصليبية بالشام-، وفي عهد المنصور قلاوون- في سنة ٦٨٦ هـ- عقد صلح مع ملك أرغون- حاكم برشلونه في الأندلس، ومع أخيه صاحب صقلية- وكان ضمن هذا الصلح- الذي ينص على حماية كل بلد لتجار ومراكب وسفن البلد الآخر- نص يقول: " وعلى أنه متى كانت بين تجار المسلمين وتجار بلاد الريدراغون [أي ملك أرغون في شرق الأندلس] معاملة في بضائعهم وهم في بلاد مولانا السلطان كان أمرهم محمولا على موجب الشرع الشريف " (٢) .

ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، وإنما تعداهـ تشجيعا للتجار- إلى إعطائهم كثيرا من الامتيازات، بحيث جعلت لهم فنادق يسكنون فيها، وصار لهم قنصل دائم يتحدث باسم الممالك التي ينتمون إليها، وتطور الأمر إلى ما هو أخطر وذلك بالسماح لهم بإحضار الخمور ليستعملوها هم، وكذلك يتحاكمون إلى قناصلهم حسب قوانينهم لا حسب الشريعة (٣) .

[سابعا: الجوانب العلمية والعقائدية]

إذا كان هذا العصر- عصر المماليك- قد تميز بأنه عصر جهاد ومقاومة لأعداء الإسلام من المغول والصليبيين، الذين أرادوا أن يحطموا الإسلام وما يحمله من حضارة وعلوم ومعارف كانت محط أنظار العالم أجمع، وإذا كان المماليك


(١) انظر: صبح الأعشى (١ ١/ ٠ ٤- ٤٢، ٩ ١ ٤-٤٢٣) ، وأيضا (١٣/٣٣٩- ٣٤٢) .
(٢) تشريف الأيام والعصرر (ص: ١٦١) ، وانظر نص الهدنة (ص: ٥٦ا-١٦٤) ، وانظر صلحا آخر مابها مع أهل جنوة (ص: ١٦٥-١٦٩) .
(٣) انظر في هذه القضية: تشريف الأيام والعصور (ص: ٥١) من مقدمة المحقق، وانظر: بحوث ودراسات في تاريخ العصور الوسطى (ص: ٣١ ا- ١٤٠) ، ودراسات في تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب (ص: ٠٢ ا-١٩ ١) ، ودولة بني قلاوون (ص: ٣٣٩-٣٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>