للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو حامد الغزالي: ت ٥٠٥هـ

هو الشيخ أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الطوسي، الشافعي، الغزالي، ولد بمدينة طوس سنة ٤٥٠هـ، توفي والده وهو صغير، وكان قد أوصى إلى صديق له صوفي بكفالة ولده محمد وأخيه أحمد، وأن يعنى بتعليمهما، وبقيا تحت رعاية هذا الرجل - وكان فقيراً- حتى نفد المال الذي تركه والدهما، فطلب منهما أن يذهبا إلى إحدى دور العلم، فبدأ الغزالي بالدراسة على الفقيه علي بن أحمد الراذكاني بطوس، وكان ذلك سنة ٤٦٥هـ ثم رحل إلى جرجان حيث طلب العلم على الشيخ الإسماعيلي - إسماعيل بن مسعدة - (١) ، فلما كان عام ٤٧٣هـ، اتجه أبو حامد إلى نيسابور يطلب العلم على أبي المعالي الجويني - رئيس المدرسة النظامية فيها - وأصبح أشهر تلاميذه وأكثرهم نبوغاً، ولما توفي الجويني سنة ٤٧٨هـ، رحل إلى عسكر نيسابور واتصل بنظام الملك هناك وناظر العلماء وبهرهم واعترفوا بمكانته، فولاه نظام الملك التدريس في نظامية بغداد، فقدم الغزالي بغداد سنة ٤٨٤هـ وصار يدرس فيها الفقه والأصول وعلم الكلام، فتكونت له بذلك شهرة عالية وجاه عريض ومنزلة رفيعة، وفي أثناء ذلك أخذ يعيش صراعاً باطنياً بينه وبين نفسه مما أدى إلى عزوفه عما هو في وميله إلى العزلة والتصوف، فرحل سنة ٤٨٨هـ عن بغداد - وترك أخاه أحمد يتولى التدريس مكانه - وتوجه إلى الشام فنزل دمشق، ثم ذهب إلى بيت المقدس، واستمرت عزلته هناك قرابة عشر سنين، حيث رجع إلى بغداد وأقام زمناً يسيراً ثم ارتحل سنة ٤٩٩هـ إلى نيسابور - بأمر من بعض سلاطينها - ليتولى الإمامة والتدريس في نظاميتها، ثم لم يلبث زمناً قصيراً حتى رجع إلى بلده طوس حيث بنى بجوار بيته مدرسة وخانقاه (٢)

للصوفية، وأقبل على علوم الآخرة والحديث حتى توفي سنة ٥٠٥هـ (٣) .


(١) توفي سنة ٤٧٧هـ، انظر: العبر (٢/٣٣٦) ، والشذرات (٣/٣٥٤) .
(٢) سبق التعريف بها (ص: ١٤٣) ..
(٣) ذكر الغزالي جوانب مهمة من حياته في كتابه " المنقذ من الضلال " وهو من أهم المصادر ترجمته، انظره: (ص:٧٧) وما بعدها - ت تحقيق صليبا عياد- وانظر: تبيين كذب المفتري (ص:٢٩١) ، المنتظم (٩/١٦٨) ، وفيات الأعيان (٤/٢١٦) ، المستفاد (ص:١٢٧) ، وسير أعلام النبلاء (١٩/٣٢٢) ، وطبقات السبكي (٦/١٩١) ، والوافي (١/٢٧٤) ، واتحاف السادة المتقين (١/٦) ، والتاج المكلل (ص: ٣٨٨) ، والطبقات العلية في مناقب الشافعية للواسطي [ترجمة الغزالي] طبعت ضمن كتاب الأعسم الفيلسوف الغزالي ص: ١٥٣-١٩٤) وغيرها، أما الكتب المعاصرة فكثيرة جداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>