للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسبكي يريد أن لا يجعل ابن كلاب مخالفا لجمهور الأشعرية، وهناك فرق بين من يجعل الإيمان هو التصديق فقط ومن يضيف إليه الإقرار باللسان، كما أن هناك فرقا بين مذهب هؤلاء ومذهب السلف الذين يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان. ويرى ابن كلاب-كما يرى جمهور أهل السنة- صحة إيمان المقلد وأنه يحكم له بالإسلام (١) ، وكذلك مذهبه في مرتكب الكبيرة (٢) .

هذه أهم آراء وأقوال ابن كلاب كان المصدر في عرضها الكتب الناقلة لمذهبه سوى بعض النصوص القليلة من كتبه في اثبات العلو والاستواء، وبها يتبين كيف كان ابن كلاب شيخا للأشعري، وأن المسائل الكبرى التي ميزت المذهب الأشعري- كمسألة الصفات الاختيارية والكلام- قد سبقهم إليها ابن كلاب، وهذا يفسر جانبا من جوانب نشأة المذهب الأشعري، تسبق وجود أبي الحسن نفسه.

وليس هذا في مذهب ابن كلاب نفسه، بل في مدرسته التى سار على طريقه فيها علماء آخرون، كالمحاسبي والقلانسي وغيرهما.

[ثانيا: الحارث المحاسبي]

أ- ترجمته:

هو الحارث بن أسد المحاسبي البغدادي (٣) ، أبو عبد الله، ولد بالبصرة ولكنه انتقل إلى بغداد وعاش فيها، وكانت ولادته سنة ١٦٥ هـ تقرييا، أما وفاته فقد كانت سنة ٢٤٣ هـ.


(١) انظر: أصول الدين (ص: ٢٥٤) .
(٢) انظر: المقالات (ص: ٢٩٨ مع ص: ٢٩٣) .
(٣) انظر: في ترجمته: طبقات الصوفية (ص: ٥٦) ، والحلية (١٠/٧٣) ، وتاريخ بغداد (٨/٢١١) ، والرسالة القشيرية (١/٧٨) ، والأنساب (١٢/١٠٣) ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (١/٨) ، والكامل (٧/٨٤) ، وميزان الاعتدال (١/٤٣٠) ، والسير للذهبي (١٢/١١٠) ، ووفيات الأعيان (٢/٥٧) ، والوافي (١١/٢٥٧) ، وطبقات السبكى (٢/٢٧٥) ، وتهذب الكمال للمزى (٥/٢٠٨) - المطبوعة- وتهذيب التهذيب (٢/١٣٤) ، والبداية والنهاية (١٠/٣٣٠- ٣٣١،٣٤٥) ، والطبقات الكبرى للشعراني (١/٦٤) وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>