للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد حظى المحاسبي- نظرا لاشتهاره بالتصوف- بترجمات عديدة في كتب الرجال والتراجم والطبقات (١) ،كما أفردت عنه دراسات (٢) ، وهذا ما لم يحظ به ابن كلاب والقلانسي وغيرهما من الكلابية.

ويمكن الإشارة إلى لمحات في حياته:

١- كان أبوه رجلا موسرا، ولكنه لم يكن على وفاق مع ابنه في المذهب الكلابي، والمشهور أن أباه كان قدريا يقول بقول المعتزلة في القدر (٣) ، وقيل بل كان واقفيا (٤) ، أي يتوقف في مسألة القرآن فلا يقول: هو مخلوق ولا غير مخلوق، وشذ السبكي فقال: إن أباه كان رافضيا (٥) ، وكان من آثار ذلك ما ورد من قصة الحارث معه حين دعاه أمام الناس إلى أن يطلق أمه، وكذلك لما توفى لم يأخذ من تركته شيئا لهذا السبب، وقد كان مبعث هذا أنه يرى كفر المعتزلة.

٢- كان المحاسبي ذا صلة بأهل الحديث، وقد روى عن جماعة منهم (٦) ، والظاهر أنه انصرف عن ذلك بانشغاله في التصوف والتأليف فيه، ومع ذلك فقد ترجم في كتب الرجال، وقال فيه الذهبي: " صدوق في نفسه


(١) كما سجل هو نفسه عرضا مختصرا لأحواله قبل سلوكه طريق التصرف، انظر الوصايا (ص: ٥٩-٦٤) .
(٢) منها دراسة لعبد الحليم محمود بعنوان: أستاذ السائرين، ولم تكن ترجمة بقدر ماكانت دعوة الى التصوف على طريقته في مؤلفاته، ومنها دراسة حسين القوتلي في مقدمته لتحقيق كتاب المحاسبي العقل وفهم القرآن، وهي دراسة جيدة وعميقة وان كانت لا تخلو من ملاحظات عليها.
(٣) انظر: الرسالة للقشيري (١/٧٨) ، والوفيات (٢/٥٧) ، والتعرف للكلاباذي (ص: ١٤٧) .
(٤) انظر: تاريخ بغداد (٨/٢٤١) ، والوافي (١١/٢٥٧) ، والسير (١٢/١١٠٢) .
(٥) انظر: الطبقات (٢/٢٧٧) .
(٦) انظر: تهذيب المزى (٥/٢١٨) ، وتهذيب التهذيب (٢/١٣٤) ، ومقدمة تحقيق العقل وفهم القرآن (ص: ١٣-١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>