للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أولا: أول واجب على المكلف]

هذه المسألة مبنية على مسألة أخرى، وهي كيفية حصول المعرفة بالله عند الإنسان، حيث وقع الخلاف فيها على ثلاثة أقوال:

القول الأول: أن معرفة الله لا تحصل إلا بالنظر، وهذا قول كثير من المعتزلة والأشاعرة وأتباعهم من أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم.

القول الثاني: أن المعرفة يبتديها الله اختراعا في قلوب العباد من غير سبب يتقدم، ومن غير نظر ولا بحث، وهذا قول كثير من الصوفية والشيعة، ومعنى هذا القول أن المعرفة بالله تقع ضرورة فقط.

القول الثالث: أن المعرفة بالله يمكن أن تقع ضرورة، ويمكن أن تقع بالنظر، وهذا قول جماهير المسلمين (١) .

إذا تبين هذا فالذين قالوا بأن المعرفة لا تحصل إلا بالنظر اختلفوا في أول واجب على المكلف:

١- فقال بعضهم: أول واجب النظر الصحيح المفضي إلى العلم بحدوث العالم.

٢- وقالت طائفة: أول واجب القصد إلى النظر الصحيح.

٣- وقالت طائفة أخرى: أول واجب الشك.

٤- وقالت طائفة رابعة: أول واجب المعرفة بالله (٢) .

ويقابل هذه الأقوال من يرى أن أول واجب على المكلف الشهاداتان: شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدا رسول الله، وإفراد الله بالعبودية.


(١) انظر: درء التعارض (٧/٣٥٢-٣٥٤، ٨/٢٤، ٩/٣،١٨-٢٤) .
(٢) انظر: الإرشاد (ص: ٣) ، والمعتمد في أصول الدين للقاضي أبي يعلى (ص: ٢١) .
وانظر أيضا: النبوات (ص: ٥٩، ٦٢، ٩٥) ، ومجموع الفتاوى (٢٠/٢٠٢) ، ودرء التعارض (٧/٣٥٣) ، والاستقامة (١/١٤٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>