للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المسألة الرابعة: الصفات الخبرية]

ويقصد بها الصفات التي ثبتت عن طريق الخبر من الكتاب والسنة كالوجه واليدين والعين، وغيرها كاليمين والقبضة، والأصابع، والحقو والساق.

والملاحظ في مذهب الأشاعرة تفريقهم بين الصفات السمعية القرآنية والحديثية، فأكثر متقدميهم أو كلهم يثبت الصفات الواردة في القرآن كالوجه واليدين والعين. أا ما لم يرد إلا فأكثرهم لا يثبتها، ثم منهم من يؤولها ومنهم من يفوض معناها (١) .

أما متأخروا الأشاعرة فأكثرهم يتأول جميع الصفات الخبرية، ومن أثبتها منهم - سواء كانت عنده قولا واحدا، أو قولا ثانيا - فوض معناها.

وبعض الأشاعرة يجعل هذه الصفات معنوية كصفات العلم والحياة والقدرة، ولا يفرقون بينهما إلا أن هذه ثبتت بالعقل والسمع، وتلك طريقها السمع فقط.

وأهل السنة لا يلتزمون هذا الاصطلاح فلا يسمون هذه بالصفات الخبرية لأن من الصفات المعنوية ما لا يعمل إلا بالخبر (٢) .

وقد سبق مناقشة متأخري الأشعرية الذين تأولوا الصفات الخبرية من خلال بعض القضايا ومنها:

١- الرد على متأخري الأشعرية بأقوال متقدميهم الذين أثبتوا ومنعوا من تأويلها (٣) .وقد سبقت الإشارة إلى ذلك.

٢- مناقشة شبهة "التركيب" و"التجسيم" التي نفوا لأجلها العلو والصفات الخبرية. وقد سبق بيانها (٤) .


(١) انظر: مجموع الفتاوى (١٢/٣٢) .
(٢) انظر: نقض التأسيس - مطبوع - (١/٧٦) .
(٣) انظر: مجموع الفتاوى (٤/١٧٤، ١٦/٨٩-٩٠) ، والتسعينية (ص:٢٤١-٢٤٣،٢٨٨) ، والمسألة المصرية في القرآن - مجموع الفتاوى (١٢/٢٠٣) ، ونقض التأسيس - مخطوط - (٣/١٣٥-١٣٧) ، ومن المطبوع (١/٦٤-٦٥) .
(٤) وانظر أيضاً: نقض التأسيس - مطبوع - (١/٧٩-١٠٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>