للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهذا المنهج المتميز الذي لم يكن معهوداً في مؤلفات ذلك العصر - مع حسن العرض والترتيب والتبويب - استطاع البغدادي أن ينشر بين الناس أن المذهب الأشعري هو المذهب الصحيح، وأنه المذهب الذي يتبناه أعلام الإسلام على مختلف تخصصاتهم وميولهم، وعلى ذلك فليس الأشاعرة فرقة من فرق المسلمين، وإنما عقيدتهم هي عقيدة جمهور أهل السنة من المسلمين (١) .

البيهقي: ت ٤٥٨ هـ

إذا كان الباقلاني، وابن فورك، والبغدادي، يمثلون مرحلة زمنية معينة بالنسبة للمذهب الأشعري - وقد سبق عرض دور كل واحد منهم في تطوره - فإن البيهقي المتوفى سنة ٤٥٨هـ، والقشيري المتوفى سنة ٤٦٥هـ، والجويني المتوفى سنة ٤٧٨هـ، يمثلون مرحلة تالية، وقد أخذ التطور في هذه المرحلة أبعاداً أخرى:

أ - فالبيهقي: مجدد المذهب الشافعي في الفقه، وأحد أعلام المحدثين، كان له دور في ربط المذهب الأشعري بالفقه الشافعي، ثم في دعم الأشاعرة من خلال حرصه على الحديث وروايته، ولبيان أن ذلك لا يخالف منهج الأشاعرة الكلامي.

ب - والقشيري أدخل التصوف في منهج وعقائد الأشاعرة.

جـ - والجويني خطا خطوات بالمذهب نحو الاعتزال.

والبيهقي هو أحمد بن الحسين بن علي بن موسى، الخسروجردي، البيهقي (٢)


(١) انظر: الأشاعرة - محمود صبحي - (ص: ٩٣) .
(٢) الخسروجردي: بضم الخاء وسكون السين وفتح الراء وسكون الواو وكسر الجيم، وهي قربة من ناحية بيهق، وبيهق عدة قرى من أعمال نيسابور، انظر: الأنساب (٥/١١٦) ، وياقوت (٢/٣٧،١/٥٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>